هل يمكن إجراء عملية جراحية للقلب النابض، بمعنى التدخل جراحياً في هذا العضو من دون الاضطرار الى توقيفه عن الخفقان، كما هي الحال تقليدياً في هذا النوع من الجراحات الخطيرة؟ في حديث الى «الحياة»، تناول الطبيب الفرنسي - اللبناني غبريال غريّب الذي يعمل في المستشفى الأميركي في نويي سور سين قرب باريس، هذا السؤال، ضمن شرحه عن كثير من المستجدات في جراحة القلب. وأكّد أن الصورة الشائعة عن أمراض القلب، ستتغيّر في مستقبل قريب، بحيث لا يُنظر إليها باعتبارها سبباً رئيساً للوفاة. وأشار إلى ان متوسط عمر من يخضع لجراحة القلب ارتفع مما يتراوح بين 30 و 40 سنة، ليلامس ال65 سنة، وذلك بأثر التقدّم في علاجات أمراض القلب والشرايين. وأشار غريّب، الذي يعمل أيضاً اختصاصياً في جراحة القلب في معهد مونسوري في باريس، إلى أن عمليات القلب صارت تجرى من دون الاضطرار الى استخدام آلة يُنقل إليها دم المريض، في فترة تدخل المبضع في القلب. وبيّن أنه مارس هذا النوع المتقدم من التدخل جراجياً منذ سنوات عدة. وأوضح ان هذه الطريقة تساهم في تمتع المريض بصحة جيدة لفترة تزيد عن عشرين سنة، فيما يتقلص الأثر الإيجابي لجراحات القلب التقليدية في فترة لا تزيد عن أربع أو خمس سنوات. وأشار الى أن هذه الطريقة المتطورة في جراحة القلب، تبلورت في فرنسا في مطلع التسعينات من القرن الماضي، على يد الجراح الشهير آلان كاريبييه. وذكّر بأن كاريبييه عمل على تطوير أسلوب لاستبدال صمام القلب، من دون اللجوء الى شقّه. وأوضح أن هذا الأسلوب يرتكز على إدخال نابض (راسور) الى القلب عبر الأوردة، ثم فتحه في منطقة الصمام المُراد التدخل عليه جراحياً. ونجحت العملية الأولى من هذا النوع في 16 نيسان (إبريل) 2002. وبعدها، عاش المريض متمعاً بصحة قوية، ما لفت أنظار الأوساط الطبية الى نجاعة أسلوب كاريبييه. وأخيراً، أورد غريّب أن تقنية كاريبييه مطبقة على نطاق واسع منذ عام 2006. واستخدمت في 14 ألف عملية، بنسبة نجاح تصل إلى 90 في المئة.