نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يفتتح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز اليوم (السبت) بقصر الضيافة في مكةالمكرمة المؤتمر الإسلامي العالمي الذي تعقده الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بعنوان (رابطة العالم الإسلامي... الواقع واستشراف المستقبل)، وذلك لمناسبة مرور 50 سنة على إنشاء الرابطة. ورفع الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على رعايته المؤتمر ودعمه المتواصل للرابطة ومناشطها. كما قدم الشكر والتقدير لنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وللنائب الثاني على ما يقدمانه من عون ومساندة للرابطة ولهيئاتها، منوهاً بافتتاح النائب الثاني للمؤتمر الذي تنظمه الرابطة. وقال الدكتور التركي إن رابطة العالم الإسلامي كيان إسلامي شامخ ينطلق من مكةالمكرمة محضن بيت الله الحرام ومنطلق رسالة الإسلام للعالمين، وما كان للرابطة أن تحتل مكانتها الإسلامية وأن تحوز موقعها العالمي المرموق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم دعم ملوك المملكة العربية السعودية وقادتها لتحقيق أهدافها وبرامجها. وأكد تميز نشاط الرابطة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالانفتاح على العالم والتواصل مع شعوبه ومع قادة الفكر والثقافة ومع ممثلي الأديان والحضارات المختلفة، إذ شرفت بخدمة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار عندما نظمت - بتوجيه منه - مؤتمرات الحوار في مكةالمكرمة ومدريد وجنيف. وبيّن أن المؤتمر العالمي الذي ستعقده الرابطة يهدف إلى إبراز رعاية قادة المملكة العربية السعودية لمناشطها، ومساندتهم مهماتها ودعم رسالتها الإسلامية العالمية، والتعريف بإنجازات الرابطة خلال نصف قرن، ومراجعة مسيرة الرابطة وتقويم مناشطها وبرامجها، ووضع خطط جديدة لتطوير عمل الرابطة، وتمتين صلات الرابطة مع المؤسسات والشخصيات الإسلامية والإشادة بالرواد الذين أسهموا في إنشاء الرابطة ودعم مسيرتها. وأفاد بأن الرابطة وجهت الدعوة لعدد من العلماء والدعاة ومسؤولي المنظمات والمراكز الإسلامية في العالم للمشاركة في المؤتمر، وأعدت برنامجاً حافلاً للمشاركين، مشيراً إلى أن المؤتمر يتناول سبعة محاور يتضمن الأول منها (رابطة العالم الإسلامي... خمسون عاماً من العطاء) ويتضمن هذا المحور نشأة الرابطة وأهميتها في خدمة العمل الإسلامي وتشجيعه، وملوك المملكة العربية السعودية الكرام ودعم الرابطة، ومجالس الرابطة - أهدافها وإنجازاتها... دراسة تحليلية، وهيئات الرابطة ومؤسساتها: الواقع والمأمول... دراسة تحليلية. أما المحور الثاني فيتناول (رابطة العالم الإسلامي ومكانتها العالمية) ويتضمن مراكز ومكاتب الرابطة ودورها في التعريف بالحضارة، ومؤتمرات الرابطة وندواتها وإسهامها في العمل الإسلامي، ووفود الرابطة ودورها في تعزيز العلاقات مع الجمعيات والمؤسسات الإسلامية، والرابطة وعلاقاتها الإسلامية الإقليمية والدولية. ويتناول المحور الثالث (رابطة العالم الإسلامي والقضايا الإسلامية) ويتضمن قضية القدسوفلسطين، وقضايا الشعوب الإسلامية، والتعاون مع الأقليات المسلمة، وحقوق الإنسان. ويناقش المحور الرابع (معالم الاستشراف لمستقبل أفضل) ويتضمن الرابطة وتنمية المجتمعات ودور الرابطة في تنمية المجتمعات الإسلامية، تحديات البيئة الحضارية ورؤية الرابطة لمواجهتها، والرابطة والإعلام الدولي. أما المحور الخامس فيناقش موضوع (رابطة العالم الإسلامي والمجتمع والبيئة) وقدم فيه عدد من أوراق العمل منها: الرابطة وتنمية المجتمعات، وورقة عمل بعنوان «دور الرابطة في تنمية المجتمعات الإسلامية» و«تحديات البيئة الحضارية ورؤية الرابطة لمواجهتها». وبالنسبة إلى المحور السادس فهو بعنوان (رابطة العالم الإسلامي... جهد وثمار) ويناقش مواضيع «ملوك المملكة العربية السعودية الكرام ودعم الرابطة» و«الرابطة وعلاقاتها الإسلامية الإقليمية والدولية» و«رابطة العالم الإسلامي... الواقع والتطلعات». والمحور السابع (الرابطة في خدمة الدعوة الإسلامية) ويناقش «حقوق الإنسان والدعوة في القرن الواحد والعشرين» و«نشأة الرابطة وأهميتها في خدمة وتشجيع العمل الإسلامي». وأوضح الدكتور التركي أن الرابطة كوّنت لجاناً متخصصة لمتابعة المؤتمر، معرباً عن الأمل في أن يحقق المؤتمر أهدافه، وأن تكون نتائجه نبراساً لمرحلة جديدة من الجهد الإسلامي المشترك الذي يحقق خدمة الإسلام والمسلمين. كما تحتضن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي يوم الإثنين المقبل اجتماع الدورة الثانية للمجلس التنفيذي لهيئة التنسيق العليا للمنظمات الإسلامية ويوم الثلثاء اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس التأسيسي للرابطة ويوم الأربعاء اجتماع الدورة العشرين للمجلس الأعلى العالمي للمساجد واجتماع الدورة الثانية للمجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين. وأوضح الدكتور التركي أن الأمانة العامة للرابطة وجهت الدعوة لأصحاب الفضيلة والمعالي أعضاء المجلس التأسيسي، وأعضاء المجلس الأعلى العالمي للمساجد لعقد الدورتين والمشاركة في المؤتمر الإسلامي العالمي» رابطة العالم الإسلامي... الواقع واستشراف المستقبل». وبين أن دورتي المجلسين ستعقدان برئاسة المفتي العام للمملكة رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وذلك في مقر الرابطة بمكةالمكرمة. وأوضح أن الرابطة اختارت عقد الدورتين تزامناً مع انعقاد المؤتمر الإسلامي العالمي الكبير حرصاً منها على مشاركة أعضاء المجلسين في هذا المؤتمر، والإسهام في مناقشة الموضوعات التي سيعالجها. ولفت الدكتور التركي إلى أن أعضاء المجلس التأسيسي والمجلس الأعلى العالمي للمساجد يمثلون الشعوب والأقليات المسلمة في العالم، وهم من الشخصيات الإسلامية المؤثرة في مجتمعاتها، ولهم نشاط مشهود في العمل الإسلامي، مؤكداً أن مشاركتهم في المؤتمر الإسلامي العالمي ستتيح لهم عرض المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين في بلدانهم لبحثها وتقديم الحلول المناسبة لها. وقال معاليه إن الأمانة العامة للرابطة أعدت برنامج عمل للمجلس التأسيسي يتضمن متابعة قضايا الشعوب والأقليات المسلمة والتنسيق بين مؤسساتها ومناقشة ما تحتاج إليه في مجالات الدعوة والتعليم والثقافة الإسلامية، بينما سيتابع أعضاء المجلس الأعلى العالمي للمساجد القضايا التي تتعلق ببيوت الله في العالم، وفي مقدمها الأوضاع التي تحيط بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين، وما تواجهه من خطر، بسبب سياسة التهويد التي تمارسها إسرائيل. وأوضح الدكتور التركي أن أعضاء مجالس الرابطة ومسؤولي المؤسسات والمراكز والهيئات الإسلامية التابعة لها يشيدون بكل جهد تقدمه المملكة العربية السعودية في خدمة الرسالة الإسلامية، ودعم مؤسسات العمل الإسلامي، وفي مقدمها رابطة العالم الإسلامي، وهم يشيدون في كل مناسبة بالجهود التي يبذلها قادة المملكة في الدفاع عن الإسلام وتوحيد الصف الإسلامي وعلاج قضايا المسلمين. من ناحية أخرى، تعقد رابطة العالم الإسلامي الأربعاء المقبل الدورة الثالثة للمجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين. وأوضح الأمين العام للرابطة أن الرابطة وجهت الدعوة للعلماء أعضاء المجلس التنفيذي للملتقى لعقد الدورة الثالثة للمجلس ومناقشة القضايا المدرجة في جدول أعمال الدورة وللمشاركة في المؤتمر الإسلامي العالمي «رابطة العالم الإسلامي... الواقع واستشراف المستقبل»، مبيناً أن هذه المشاركة تتيح للعلماء عرض مرئياتهم ومقترحاتهم حول المواضيع التي سيناقشها المشاركون في هذا المؤتمر العالمي. وبين الدكتور التركي أن الدورة الثالثة للمجلس التنفيذي للملتقى ستناقش التقرير الذي تم إعداده عن الأعمال والمناشط التي نفذتها الإدارة التنفيذية في عامي 1430 - 1431ه، كما ستناقش الخطة الاستراتيجية الجديدة التي تم إعدادها للعمل من خلالها في المرحلة المقبلة. وأفاد أن لدى الملتقى مشاريع عدة يتم التخطيط لإنجازها في المستقبل ومن ذلك عقد المؤتمر العام الثاني للملتقى بعنوان (نحو أمة واعية وحضارة راشدة) وعقد مؤتمر عالمي عن القدس والمسجد الأقصى. وذكّر الدكتور التركي بأن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الذي أنشأته الرابطة تنفيذاً لقرار المؤتمر الإسلامي العام الرابع المنعقد عام 1423ه يعمل على تحقيق عديد من الأهداف الإسلامية ومنها توحيد مواقف علماء الأمة من القضايا الإسلامية والدولية، وتعزيز الروابط بينهم والحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، وتعزيز مكانتها في العالم، وتحقيق وحدتها وتوجيه المجتمعات المسلمة إلى الحلول الناجعة لمشكلاتها وحل النزاعات القائمة بين المسلمين ومواجهة التيارات والمواقف المعادية للإسلام والمسلمين ومواجهة التيارات المنحرفة والأفكار الخاطئة في المجتمعات المسلمة والدفاع عن الإسلام والمسلمين ومتابعة ما يهدد مجتمعاتهم وهويتهم الدينية. وقال الدكتور التركي: «إن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين يلقى الرعاية والدعم من قادة المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونائب خادم الحرمين والنائب الثاني».