شهدت شوارع لندن أمس، انتشاراً أمنياً غير مسبوق وحال استنفار للأجهزة الأمنية، بعد الاعتداء في وسط العاصمة البريطانية الذي شنه نروجي من أصل صومالي وأسفر عن مقتل أميركية وجرح خمسة بينهم سائحة إسرائيلية. تزامن ذلك مع استنفار في فرنسا بحثاً عن مهاجر افغاني سرت معلومات عن انه يخطط لاعتداء، فيما تعرضت مراكز شرطة في النمسا ل «تهديدات» استدعت تفتيش عدد كبير منها بعد ورود تحذير مكتوب من هجوم إرهابي يستهدفها. واعتقلت السلطات في قبرص متطرفاً نمسوياً بعد تحذيرات من «الانتربول». وعلى رغم استبعاد المراجع الأمنية فرضية الإرهاب في الاعتداء بسكين في لندن والتركيز على «اضطرابات عقلية» يعاني منها منفذه، فإن الهجوم أثار موجة ذعر كبيرة لتزامنه مع تحذيرات من تزايد أخطار تعرض العاصمة لهجوم ارهابي، بعد سلسة الهجمات في فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأتى الاعتداء بعد إعلان قائد شرطة لندن سير برنارد هوغان هاو الأحد، انه لا يستطيع طمأنة البريطانيين الى قدرة أجهزة الأمن بالكامل على منع شن هجوم إرهابي، وبالتزامن مع قرار نشر قوات مخصصة لمكافحة الإرهاب في شوارع لندن والمدن الكبرى. وأقدم النروجي - الصومالي الأصل البالغ من العمر 19 سنة على طعن أميركية في الستين من عمرها في ميدان «راسل سكوير» وسط لندن، كما طعن ثلاثة رجال وامرأتين من جنسيات استرالية وأميركية وإسرائيلية وبريطانية، بينهم اثنان لازما المستشفى من دون تحديد مدى خطورة اصاباتهما. وصرح ناطق باسم الشرطة النروجية بأن المشبوه سجل خروجه من النمسا عام 2002. لكن الشرطة البريطانية التي وصل عناصرها الى مكان الحادث بعد ست دقائق من استدعائهم، واستخدمت مسدس صعق كهربائي (تايزر) لتوقيفه ركزت على اضطرابات عقلية يعاني منها، مؤكدة بعد تفتيش منزل ذويه في لندن أن لا دليل على صلته بالارهاب. وطوقت الشرطة لساعات الجزء الجنوبي من موقع الحادث الذي يقع في قلب منطقة جامعة لندن والقريب من معالم مثل المتحف البريطاني حيث كان خبراء الأدلة الجنائية يمارسون عملهم. وبعد ساعات على هجوم ميدان راسل صرح نائب قائد الشرطة البريطانية مارك رولي: «لم نجد دليلاً على أن الموقوف تصرف بدافع إرهابي، بل هاجم ضحاياه عفوياً وعشوائياً». وأضاف: «أظهرت تحقيقاتنا ان الحادث المأسوي سببه اضطرابات عقلية، في استنتاج توصلنا اليه بعد جلسة استماع للمشبوه وعائلته وعمليات الدهم التي نفِذت». وكان قادة شرطة مكافحة الإرهاب في لندن حذروا من أن تنظيم «داعش» يسعى الى استقطاب اشخاص يعانون من اضطرابات عقلية نحو الفكر المتطرف لشن هجمات. ودعا صديق خان رئيس بلدية لندن وأول رئيس بلدية مسلم في عاصمة غربية كبرى، إلى اليقظة. وقال: «سلامة كل سكان لندن هي الأولوية الأولى بالنسبة إلي. قلبي مع ضحايا حادث راسل سكوير وذويهم». وحض خان كل سكان المدينة على الهدوء واليقظة، وإبلاغ الشرطة عن أي شيء مريب». في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الفرنسية حال تأهب، ووزعت صورة طالب لجوء أفغاني تشتبه في تخطيطه لهجوم في باريس. وأشارت الى أنها لا تعرف اسم اللاجئ الموجود في فرنسا منذ شهرين. وتواجه السلطات الفرنسية انتقادات إثر فشلها في منع هجومين تبناهما تنظيم «داعش» الشهر الماضي، وأوقع أحدهما 84 قتيلاً في مدينة نيس، فيما أسفر الثاني عن ذبح قس مسن داخل كنيسة.