أعلنت دولة الكويت اليوم عن تصميمها وحرصها على مواصلة جهودها واستمرار تقديم العون الفاعل من أجل رسم مستقبل منظمة اليونيسكو وتحصينها أمام الأزمات والتحديات التي تقف أمامها، كما اعلنت وكالة الأنباء الكويتية. جاء ذلك في كلمة ممثل دولة الكويت في المجلس التنفيذي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) الدكتور حسن الابراهيم في كلمته التي القاها بمناسبة الدورة ال194 للمنظمة المقامة في باريس خلال الفترة من 2 الى 15 حزيران (ابريل) الجاري. وتناول الابراهيم في كلمته مسائل تتعلق بالتحديات التي تواجهها المنظمة مقدما مجموعة من الاقتراحات ومتحدثا عن مجموعة من القضايا العالمية الراهنة منها قضية التغير المناخي وأخطار الصراح المسلح في بعض الدول ودعم الكويت للشعب السوري في ازمته الراهنة. وقال ان الكويت تعرب عن تقديرها للجهود الايلة لتسريع علمية اصلاح المنظمة "لبناء منظمة أقوى وافضل أداء قادرة على تلبية احتياجات العصر ومتطلباته ومواجهة تحدياته المتعاظمة بالرغم من الأزمة المالية غير المسبوقة التي تعيشها المنظمة"، مضيفاً انه على الرغم من الانجارات التي تحققت منذ اعلان عام 2000 فان "هناك تحديات تتمثل في جميع الابعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية". وأكد أن اليونسكو حققت نجاحا واضحا عبر مساهمتها في رسم معامل التنمية لمرحلة ما بعد 2015، قائلاً انه "نظرا لخطورة التحديات فان هناك حاجة لصياغة شراكة عالمية جديدة تقوم على الفهم المشترك لانسانيتنا"، مشيراً الى انه لبلوغ الغايات التي تسعى اليها البشرية فان ذلك يتطلب اقامة مرصد دولي مستقل ينكب على رصد نتائح ومؤشرات مراحل تنفيذ الخطة من أجل تقييمها. كما يتطلب ذلك ادراج المساواة بين الجنسين بشكل متكامل ضمن جميع الأهداف الانمائية لمرحلة ما بعد عام 2015 من اجل معالجة جميع أنواع التمييز وعلى رأسها التمييز على اساس الجنس. وأكد أن حماية المرأة من وقوعها فريسة للفقر والحرمان ومساواتها وصون حقوقها أصبحت اليوم أداة لقياس تقدم الامم وتطورها، قائلاً انه "لا احلال للسلام ولا تنمية مستدامة من دون تمكين الشباب والشابات واشراكهم في رسم سياسات مجتمعهم مؤكدا ان على عاتق هؤلاء تقوم مسؤولية نشر ثقافة السلام واللاعنف وبناء مجتمعات المعرفة وتحقيق الاندماج والتحولات الاجتماعية". ومن جانب اخر اعتبر ان حالة عدم اليقين المستمرة ازاء مستقبل السياسة العالمية لمواجهة آثار تغير المناخ أكبر تحد تواجهه دول العالم خاصة البلدان الأشد فقرا والأكثر هشاشة وفي مقدمتها الدول الجزرية. وقال ان هذه الظاهرة تزيد من حدة التحديات وتقف حائلا امام التنمية والازدهار مشيرا الى علاقة مباشرة بين تغير المناخ وتقدم البشرية ومعاناة الأجيال القادمة لافتا الى ان الدراسات تشير الى ارتباط التغير المناخي وزيادة اخطار السلاح المسلح، مطالباً المجلس التنفيذي للمنظمة بالنظر باهتمام الى هذه المسألة مشيرا الى انه لا يعقل ان تواجه الدول النامية النسبة الأكبر من الاضرار الناتجة عن احترار الارض. وأاشار الابراهيم الى احتضان الكويت القمة العربية الافريقية في 19 و20 نوفمبر الماضي تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار" حيث قررت الكويت دعم الدول الافريقية بملياري دولار لدعم مشروعات البنية التحتية بمختلف قطاعاتها، لافتاً الى ان من بين تلك المشاريع ما يدخل ضمن اختصاصات اليونسكو وذلك لتعزيز جهود منظومة الاممالمتحدة ووكالاتها وعلى رأسها اليونسكو في مجال تنفيذ برامج أولوية افريقيا وتوفير فرص عمل للشباب في الدول الافريقية. وخلص الابراهيم الى القول ان الكويت تؤكد تصميمها وعزمها على مواصلة جهودها وتقديم العون الفاعل في رسم مستقبل المنظمة وتحصينها امام الازمات والتحديات التي تقف امامها، معرباً عن الثقة الكبيرة بقدرة المنظمة على مواجهة التحديات التي تواجهها وتنفيذ ما أوكل اليها من مهام لبلوغ اهداف تطمح اليها البشرية في القضاء على الفقر في سياق تنمية مستدامة نشهد فيها مرحلة تسود فيها ثقافة السلام والتفاعل البناء بين الثقافات المتعددة في العالم