قال نائب وزير التربية والتعليم عضو المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو فيصل بن عبدالرحمن بن معمر // أن المملكة العربية السعودية بوصفها قلب العالم الإسلامي تتجه إليها أنظار مليار ونصف المليار مسلم.. تقف داعمة لكل جهد من شأنه أن يحقق رسالة اليونسكو السامية. وأوضح في كلمة القاها أمس أمام الدورة 181 للمجلس المنعقدة حاليا في باريس أن المملكة برهنت على ذلك من خلال مشاركتها في كافة المحافل الدولية ومساهماتها الخيرية المنوّعة، والوفاء بالتزاماتها الأخلاقية الثابتة تجاه المواثيق والعهود الدولية الصادرة عن اليونسكو منذ انضمامها لها في العام 1945، حيث تواصل المملكة دعمها للجهود الدولية الرامية لمواجهة أشكال الإقصاء والتطرف في العالم بكل الطرق الممكنة، وفي مقدّمتها “الحوار” بوصفه أحد موجهات الألفية الجديدة، وتعد مبادرة مدريد 2008 للحوار بين الأديان والثقافات واحدة من صيغ المبادرات السعودية التي تبناها وما زال يتعهدها بالرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ولفت النظر إلى أن مبادرات المملكة امتدت لمساعدة فقراء العالم والمعوزين، ومن ذلك دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود برنامج الغذاء العالمي بمبلغ 500 مليون دولار، فتم منحه حفظه الله جائزة البطل العالمي لمكافحة الجوع 2008، وتبرعه بإنشاء صندوق لتمويل الأبحاث والدراسات للتغير المناخي والبيئة بقيمة300 مليون دولار وذلك في ثنايا مؤتمر أوبك الذي استضافته الرياض أواخر العام 2007،علاوة على العديد من المبادرات وصيغ التعاون الاقتصادية التي قدّمتها المملكة في المحافل الدولية كمشاركتها في اجتماع مجموعة العشرين في فبراير الماضي وما نتج عنه من قرارات. وأفاد بأن نسبة ما قدمته المملكة العربية السعودية من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاث المنصرمة تصل 4 بالمائة من إجمالي الناتج الوطني السعودي استفاد منها (86) دولة نامية،وهي نسبة أعلى بكثير من النسبة المستهدفة من الأممالمتحدة . وأشار نائب وزير التربية والتعليم عضو المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو إلى أن البشرية تواجه اليوم ظروفا عصيبة بفعل أهم قضيتين تهددان السلم والأمن الاجتماعي عبر العالم هما / الصراعات الدينية، والتغير المُناخي/ ثم أضافت الأزمة المالية الطارئة الضلع الثالث في مثلث التحدي الأكبر أمام الجهود الإصلاحية للمنظمات المتخصصة وفي مقدمتها مُنظّمة “اليونسكو” . وأثنى بن معمر على جهود المنظمة الرائدة للحد من تبعات هذا المثلث الخطر على التنمية الإنسانية، والتي ظهرت جليّة في وثائق الدورة الحادية والثمانين بعد المائة ، سيّما البنود 4، 5، 6 والبند 18، مشيدا بمبادرات “اليونسكو” التاريخية لإشاعة السلام ،ووقوفها ضد محترفي الحروب والنزاعات العرقية، وعملها على استنهاض الهمم لتخصيص ميزانيات للإنتاج والتنمية وصون مظاهر الحضارة ، والمساهمة في إنقاذ الأرواح البريئة التي تتعرض للبطش والتقتيل بلا ذنب كما حصل في العدوان على قطاع غزة بفلسطين المحتلة في ديسمبر 2008 الذي كان الأطفال أكثر ضحاياه، رغم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالعقد الدولي لثقافة السلام واللا عنف من أجل أطفال العالم 20012010، في أبشع صور إبادة تُعرض أمام مشاهد العالم في القرن الجديد، وكما دُمّرت البنى التحتية بما فيها مدارس وجامعات ودور علم تابعة “لليونسكو” ووكالة الأونروا. وأعرب معاليه عن تقدير المملكة للمنظمة دعوتها للمصالحة مع الطبيعة من خلال برامج موجهة عبّر عنها برنامج “العلوم الطبيعية” بلغة متفائلة ضمن خطة العمل المفصّلة لتنفيذ إستراتيجية تغيّر المناخ الواردة في الوثيقة 181م ت/15 .. بالإضافة إلى خطوات المنظمة الجادة تجاه “الأزمة المالية” التي عصفت بمقومات التنمية في دول عديدة، معلنة عن واقع جديد يتجاوز التفرد بمنطق قوة المال ومحافظه إلى من يصنع المال وآلياته . واستطرد قائلاً // وهذا ما أشار إليه البرنامج الرئيس الخامس “الاتصال والمعلومات” عبر وثيقة “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية” حيث دعت إلى” حفز التأمل الأخلاقي في المعايير والقيم التي ينبغي أن يقوم عليها مجتمع المعلومات والمعارف الجديد” وذلك في إطار الدعوة العاجلة إلى الاهتمام بما سينجم عن الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة.ومواجهة خطر تفاقم اتساع الفجوتين”الرقمية والمعرفية” واستفحال الأزمات التي تواجهها البشرية أساسا في مجالات البيئة والطاقة والغذاء، مما خلق قلقا دوليا من تعميق مشكلات الفقر والبطالة والجهل وما ينطوي تحتها من مخاطر أمنية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية تهدد المشروع التنموي العالمي برمّته . وأكد أن القضايا الملحة التي يواجهها العالم في مواضيع التغير المناخي والأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية تتطلب تعاون المجتمع الدولي بكل مكوناته في سبيل إيجاد حلول عادلة تأخذ مصالح الجميع بعين الاعتبار. وأشاد معاليه بالجهد المبذول في كافة برامج المنظمة الرئيسة ، مشيرا بشكل خاص إلى عزم المنظمة التحضير للاحتفال بالسنة الدولية للتقارب بين الحضارات، معربا عن دعم المملكة لتنفيذ القرارات ذات الصلة بإسهام اليونسكو في صون التراث لمدينة القدس القديمة ، ومنحدر باب المغاربة ، وأوضاع التعليم في العراق، ومبادرات حقوق الإنسان.