أوضح الكاتب والأديب محمد علي قدس: «أنه إذا ما قرأنا متغيرات إعادة هيكلة أجهزة الدولة بما يتوافق مع أهداف «رؤية2030»، نجد أن الهدف من وراء تلك التغييرات الجذرية، هو التخلص من البيروقراطية الإدارية وضياع الجهود في إجراءات تأخذ الوقت الطويل لتنفيذ ما يجب اتخاذه من قرارات، وذلك لتعدد الأجهزة والهيئات التي لها علاقة بما يجب اتخاذه من إجراءات وتنظيمات. ولعل أهم ما استرعى انتباهنا جميعاً واستحوذ على اهتمامنا، التركيز على جانب الثقافة والترفيه والرياضة، وهي جوانب أساسية في إشراقات الرؤية وأهدافها، لذلك شملت الأوامر الملكية الأخيرة إنشاء هيئات عامة للترفيه والثقافة والرياضة». ويذكر أن أي مشروع حيوي بناء «لا بد أن يعتمد على الثقافة عنصراً مهماً لبناء الإنسان وسمو غاياته، والترفيه للترويح والإحساس بالسعادة لمزيد من العطاء والتعايش السلمي، والرياضة التي هي متنفس للناس ومن أجل عقل واعٍ وسليم. وإذا ما أخذنا في الاعتبار جانب الثقافة وهو الأهم فإن الأمل بألا يكون الهدف من هذه الهيئة فقط تأسيس مزيد من المراكز الثقافية ورفع مستوى أداء الأندية الأدبية، وتكريس مزيد من الجهود لعطاءاتها، وما يخدم الحركة الثقافية، وإن كان هو جانب مهم يجب ألا نغفل عنه، إلا أن الأهم هو العمل على وضع استراتيجية ثقافية، نعبر من خلالها عن هوية المملكة وهوية مثقفيها، ويتبني مشروعاً ثقافياً يحقق كل الطموحات ويقضى على كل المفاهيم الخاطئة والرؤى المريضة التي تحجب عنا شموس الحضارات». ويذكر قدس أن كثيراً من الدول في المنطقة التي تتطلع إلى مستقبل ناهض أفضل «ألغت تماماً وزارة الإعلام، وأبقت على وزارات التعليم والثقافة وما يدخل في تنمية بناء الإنسانية فكرياً واجتماعياً، وأعتقد أنه بإنشاء هيئات عامة للثقافة والإذاعة والتلفزيون وجهاز مستقل لوكالة الأنباء، لم تعد لنا حاجة إلى ذلك، فنحن معنيون في رؤيتنا المستقبلية بجلب كثير من الاستثمارات ومزيد من المشاريع التنموية والانفتاح الاقتصادي، والأجدى الاستثمار في عقل الإنسان، تعليمه وتثقيفه والترفيه عنه».