سلمت دولة الكويت كل التبرعات التي أعلنتها في المؤتمر الدولي للمانحين الثاني لدعم الوضع الانساني في سوريا في 15 كانون الثاني (يناير) الماضي، الى عدد من وكالات الاممالمتحدة، لتفي بكل تعهداتها لصالح ضحايا الأزمة الإنسانية السورية. وسلم المندوب الدائم لدولة الكويت لدى "الأممالمتحدة" السفير منصور عياد العتيبي مساء الإثنين اربعة صكوك تتضمن مبلغ 34.5 مليون دولار إلى "منظمة الأممالمتحدة للطفولة" (يونيسف)، و15 مليون دولار إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وثلاثة ملايين دولار الى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، و2.5 مليون دولار إلى برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وتمثل تلك الصكوك الجزء الثاني من اجمالي تبرعات الكويت التي تبلغ 500 مليون دولار، إذ تم تسليم الجزء الأول منها صباح الاثنين إلى منظمات دولية وغير حكومية في مقر الأممالمتحدة في جنيف. ووصف العتيبي الوضع الإنساني في سورية ب"المأساوي جداً"، مشيراً إلى إن الأمور "تسير من سيء إلى أسوأ"، متهماً السلطات السورية ب"عدم الإلتزام بقرار مجلس الأمن 2139 المتعلق بالوضع الإنساني في سورية". وأمِل العتيبي في أن يتخذ المجلس في أقرب وقت إجراءات لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجها في سورية. وقال السفير العتيبي في تصريح إلى "وكالة الأنباء الكويتية" (كونا) عقب التسليم، إن "ما يميز مساهمة الكويت في التبرع هذه السنة هو تنوع المستفيدين من التبرعات في نيويوركوجنيف"، فهم يمثلون تيارات مختلفة داخل الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية وجمعيات خيرية و"الصندوق الاستئماني لإنعاش سورية. وأوضح أن هناك منظمات دولية أخرى مستفيدة من التبرع الطوعي لدولة الكويت مثل "منظمة الهجرة العالمية" وكيانات دولية غير حكومية أبرزها "اللجنة الدولية للصليب الأحمر". وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتكفل فيها "الصندوق الكويتي للتنمية" بإنفاق جزء من تبرع الكويت، ولأول مرة أيضاً يستفيد من ذلك التبرع "الصندوق الاستئماني لإنعاش سوريا" الذي أنشأته مجموعة أصدقاء سورية لتمويل المشاريع الإنسانية وفق آلية تختلف الموجودة في الكيانات الخاصة بالأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية. وأوضح السفير العتيبي أن الكويت ستكون جزءا من الآليات المعتمدة في هذا الصندوق وستكون طرفاً في اعتماد المشاريع الإنسانية وستتأكد من أوجه إنفاق المبلغ الذي يقدر ب15 مليون دولار. وتعهدت دولة الكويت في المؤتمر الثاني للمانحين بتقديم تبرع طوعي قدره 500 مليون دولار، منها 250 مليوناً من خلال الأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة ومنظمات دولية أخرى، و200 مليون دولار من خلال الجمعيات الخيرية الكويتية، و50 مليون دولار عن طريق "الصندوق الكويتي للتنمية". وقالت الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية كيونغ وا كانغ ان مساهمة دولة الكويت في عمل الأممالمتحدة والنظام الدولي الإنساني "تتجاوز القيمة النقدية"، إذ استضافت الكويت مؤتمرين رفيعي المستوى من اجل سورية. ووصفت نتائج المؤتمرين بأنها "غير مسبوقة" مع مجموع 3.6 بليون دولار تعهدات لدعم العمليات الإنسانية في سورية وخارجها، معربةً عن أسفها لأنه "على الرغم من تعهد الدول الأعضاء مرة أخرى في مؤتمر إعلان التبرعات الثاني في الكويت في كانون الثاني (يناير) الماضي فانه حتى الآن فان هذه التعهدات لم تتحقق كلها، وتم الايفاء فقط ب2.3 بليون دولار منها". وذكرت انه مع مساهمة الكويت التي جاءت في وقت "حرج"، بلغ مجموع الأموال المقدمة حتى الآن نحو 44 في المئة فقط من التعهدات الاجمالية، فيما لا يزال نحو 1.3 بليون دولار معلّقة.