تمكن الجيش العراقي من استعادة السيطرة على هيت، غرب الرمادي، لتكون ثالث مدينة محررة، بعد الرمادي وكبيسة، ويخطط لفك الحصار المفروض على حديثة منذ عامين، فيما طالب مجلس المحافظة بتأمين الحدود مع سورية لقطع إمدادات «داعش». وتقع هيت على طريق إستراتيجي يربط الرمادي ببلدات غرب المحافظة، وأجبرت سيطرة الجيش عليها عناصر «داعش» على التراجع إلى مدينتي راوة والقائم الحدودية مع سورية، وإضافة إلى هاتين المدينتين يسيطر التنظيم على الفلوجة والرطبة وعانة. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في ساعة متأخرة ليل أول من أمس تحرير مركز هيت، وقالت في بيان إن «أبطال قوات جهاز مكافحة الإرهاب واللواء 73 الفرقة 16، تمكنوا من الوصول إلى مركز مدينة هيت ورفع العلم العراقي فوق أبنيتها». وأضافت أن «المعارك تتواصل لتحرير المناطق المجاورة»، وزادت أن «أبطال قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنوا من إخلاء العائلات النازحة من المناطق المحررة باتجاه القطعات الأمنية وتسهيل نقلها إلى كبيسة». وما زال «داعش» يسيطر على الأحياء الشمالية لمدينة هيت المجاورة لنهر الفرات، ويشن هجمات صاروخية محدودة على الجيش، فيما يفر العشرات من عناصر التنظيم إلى منطقة الجزيرة وعانة وراوة. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار راجع العيساوي ل «الحياة» إن «الجيش حقق انتصاراً مهماً بسيطرته على مركز هيت التي تتمتع بموقع إستراتيجي مهم يربط الرمادي مع بلدات غرب الأنبار»، وأشار إلى أن «الخطوة المقبلة ستكون فك الحصار المفروض على مدينة حديثة وناحية البغدادي فقد أصبحت المهمة سهلة بعد استعادة السيطرة على هيت». وشدد على ضرورة «تأمين الحدود مع سورية، مؤكداً أن «المهمة صعبة بسبب طول الحدود التي تمتد إلى أكثر من 600 كلم». وطالب التحالف الدولي «القيام بهذه المهمة لامتلاكه الطائرات والخبرة بعد أن كان يؤمن هذه الحدود قبل انسحابه من العراق نهاية 2011 من دون خروق». ولفت إلى ضرورة «التوجه نحو الفلوجة لتحريرها لإنهاء الأزمة الإنسانية فيها وتأمين بغداد، وحصر نفوذ داعش في بلدات غرب المحافظة». إلى ذلك، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت في اتصال مع «الحياة» أمس إن «قوات الجيش تخوض حرب شوارع في الأحياء الشمالية وتحديداً في منطقة الجبل وأحياء الخضر والبكر والعمال»، وأشار إلى أن «التنظيم يقاوم بشراسة في هذه المناطق». وحذر من تكرار سيناريو الرمادي التي عانت صعوبة تحريرها ومواصلة «داعش» مشاغلة قوات الأمن في الأحياء الشرقية منها، ودعا إلى تحرير المناطق الشمالية في هيت بأسرع وقت واستثمار زخم القوات العسكرية ومعنوياتها التي تمكنت من تحرير كبيسة وهيت خلال وقت قياسي. إلى ذلك، حذر رئيس مجلس قضاء الخالدية، شرق الرمادي من استمرار سيطرة «داعش» على الجزيرة، وأكد أن ذلك «يهدد الأمن في الرمادي مستقبلاً»، وأشار إلى أن «التنظيم يستخدم مناطق الجزيرة لشن الهجمات واستهداف المواطنين».