«الإرهاب الإسلامي وصل إلى ألمانيا»... بهذه الجملة الواضحة اختصر وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواكيم هيرمان أمس، التفجير الانتحاري الذي وقع في مدينة أنسباخ القريبة من نورنبورغ في الجنوب مساء الأحد. وكعادته في سلسة اعتداءات في اوروبا اخيراً، وصف تنظيم «داعش» اللاجىء السوري منفذ الاعتداء بأنه «احد جنوده». وكما كان متوقعاً، فإن الاعتداء الجديد الذي اسفر عن 15 جريحاً قرب مكان حفلة موسيقية حضرها حوالى ألفي شخص في انسباخ، سرعان ما سلط الضوء على قضية الهجرة، اذ طالب وزير داخلية بافاريا باتخاذ «إجراءات صارمة بحق اللاجئين الذين يشكلون تهديداً أمنياً في البلاد». وقال الوزير في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «إلى جانب عدد كبير من اللاجئين الذين يواجهون ظروفاً صعبة، هناك آخرون دخلوا إلى ألمانيا أو ينوون المجيء إليها، وهم يشكلون تهديداً حقيقياً على أمن بلادنا». ويضاف الاعتداء الجديد إلى اعتداءات أخرى شهدتها ألمانيا خلال فترة قصيرة، خصوصاً ولاية بافاريا التي تسجل رابع حادث من نوعه الشهر الجاري، آخرها إطلاق النار العشوائي في ميونيخ اقدم عليه شاب ألماني - إيراني الأصل يعاني من اضطرابات نفسية، وأوقع تسعة قتلى وأكثر من عشرين جريحاً يوم الجمعة الماضي. ومنذ مجزرة نيس الفرنسية في 14 الجاري، تسود ألمانيا مخاوف من اعتداءات، وتصاعد القلق في 18 الشهر الجاري، مع اقدام طالب لجوء أفغاني - باكستاني قاصر، على مهاجمة ركاب قطار بفأس وسكين ما اسفر عن اصابة خمسة بجروح قبل أن تقتله الشرطة. وتبنى «داعش» الاعتداء ونشر فيديو لمنفذه. وفي رويتلينغن القريبة من بافاريا، قتل طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 21 سنة، امرأة بعد ضربها بمنجل، وأصاب ثلاثة آخرين بجروح قبل أن تعتقله الشرطة وتعلن انه تصرف بدافع «فورة غضب». وتفيد المعطيات الأمنية، بأن منفذ الاعتداء مساء الأحد، سوري عمره 27 سنة، وصل إلى ألمانيا لاجئاً منذ سنتين، أي قبل موجة اللجوء الكبيرة، وتقدم بطلب إقامة، لكن طلبه رُفض العام الماضي لارتكابه مخالفات مثل ترويج المخدرات وتعاطيها وممارسة تحرش جنسي. وصدر قرار بترحيله لم ينفذ بسبب الحرب في سورية. وأظهرت التحقيقات ان منفذ الاعتداء وصل إلى مكان المهرجان، حاملاً حقيبة ظهر، وبعد منعه من الدخول لعدم امتلاكه بطاقة، بادر الى تفجير عبوة مخبأة في حقيبته. وقال رومان فيرتنغر، نائب مدير شرطة أنسباخ، إن التحقيقات الأولية أظهرت «مؤشرات الى أن أجزاء معدنية أضيفت إلى المادة المتفجرة». وأشار وزير داخلية بافاريا الى أن السوري حاول الانتحار مرتين وأُدخل إلى مستشفى للأمراض العقلية. وأثارت الاعتداءات المتنقلة بين فرنساوألمانيا وبلجيكا، حال ذعر في انحاء اوروبا، استدعت سلسلة من الاستنفارات الأمنية، آخرها في لندن وميلانو حيث اغلقت محطتا مترو امس، سواء لوجود سيارة مشبوهة مركونة في الخارج كما حصل في العاصمة البريطانية او للعثور على طرد مشبوه كما هو الحال في المدينة الإيطالية. وفتحت المحطتان مجدداً بعد التأكد من عدم وجود تهديدات فعلية. كذلك ساهمت في تصاعد القلق مخاوف من حصول عمليات خطف لغربيين، بعد رصد مقابلة صوتية لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، يدعو فيها الى خطف رهائن ومبادلتهم بمتشددين معتقلين، كما افاد موقع «سايت» الذي يراقب نشاطات الجماعات الإرهابية على الإنترنت.