أعلن مسؤولون في قطاع الصحة في إسبانيا اليوم (الإثنين) تسجيل حالة الولادة الأولى في أوروبا لطفل مصاب بصغر حجم الرأس المرتبط بالإصابة بفيروس «زيكا»، في حين أعلنت كولومبيا رسمياً اليوم انتهاء الوباء في البلاد. وعلى رغم إصابة العشرات في أوروبا ب«زيكا» بعد تمضية وقت في بلدان ينتشر فيها الفيروس مثل البرازيل، غير أن هذه الحالة هي الأولى في أوروبا لولادة طفل مصاب بعيب خلقي جراء إصابة الأم بالمرض. وقالت الناطقة باسم السلطات الصحية المحلية في إقليم كتالونيا حيث تعيش المرأة، إنها أصيبت بفيروس «زيكا» في أيار (مايو) الماضي وقررت الاحتفاظ بالطفل. وارتبطت الإصابة بالفيروس بظهور مئات حالات التشوه الخلقي في الرأس لدى الأجنة بينها 190 حالة في إسبانيا، بحسب آخر إحصاء، وتسبب السفر إلى الخارج بإصابة 189 منهم، في حين أصيبت حالة واحدة عبر الاتصال الجنسي. وأصيبت المرأة، التي كانت في الأسبوع العشرين من حملها عندما شخصت بالمرض، بالفيروس وبحمى الضنك خلال رحلة إلى أميركا اللاتينية. وقال أطباء في مستشفى «فال ديبرون» في برشلونة إن حالة المولود «مستقرة». وأوضح رئيس وحدة الأطفال الحديثي الولادة في المستشفى فليكس كاستيلو للصحافيين أن «المولود يخضع إلى المراقبة، لكنه لا يحتاج إلى مساعدة في التنفس». من جهة أخرى، أعلنت كولومبيا رسمياً اليوم انتهاء وباء «زيكا» في البلاد، وقال نائب وزير الصحة الكولومبي فرناندو رويز إن موجة انتشار وباء فيروس «زيكا» انتهت رسمياً بعد عشرة أشهر على تسجيل حالة الإصابة الأولى بالمرض. وأوضح للصحافيين إن عدد الإصابات انخفض بواقع 600 حالة في الأسبوع، لكن هذا الإعلان لا يعني نهاية الإصابات. وأشار رويز إلى أن عدد حالات تشوه الرأس لدى الأجنة ستزداد خلال شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) المقبلين اللذين يتوقع أن يشهدا ولادة أطفال نساء حوامل أصبن بالفيروس. وأصاب المرض حوالى 100 ألف كولومبي، وتسبب بظهور 21 حالة من حالات صغر حجم الرأس لأجنة. وفي سياق متصل، ذكرت دورية «نيتشر مايكروبيولوجي» الطبية أن ما يصل إلى 1.65 مليون امرأة في سن الإنجاب في أميركا الوسطى واللاتينية يواجهن خطر الإصابة بفيروس «زيكا»، ما سيؤدي إلى عشرات الآلاف من حالات الحمل التي قد تكون مصابة بالفيروس. واعتمدت التوقعات على نمط أشد قوة يخص انتشار الفيروس. لكن جهوداً أخرى ركزت على عدد الحالات، واجهت تحديات نظراً إلى عدم ظهور أعراض على المصابين. ويضع البحث الجديد في الحسبان حالات تفش سابقة لفيروسات مشابهة وأنماط انتقالها عبر البعوض، والظروف المناخية وفترات حضانة الفيروسات والتأثير على المناعة الجماعية التي تحدث عندما تصبح نسبة كبيرة من السكان محصنة ضد عدوى. وبمقدور المناعة الجماعية القضاء على انتقال عدوى، عندما يتمتع عدد كبير من الناس بالمناعة سواء بشكل طبيعي أو عن طريق التطعيم، الأمر الذي يعيق انتشار الفيروس. وذكرت الدراسة التي شارك في تأليفها الباحث في جامعة نوتردام أليكس بيركنس أن النساء في المناطق الفقيرة أكثر عرضة للإصابة ب «زيكا» لقلة انتشار سواتر تحجب دخول البعوض في النوافذ وأجهزة التكييف، وهما عاملان لهما تأثير كبير في تقليل التعرض للبعوض الحامل للفيروس. وبدراسة كل المعايير، خلص الباحثون إلى أن 1.65 مليون امرأة في سن الإنجاب في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي عرضة لخطر الإصابة بفيروس زيكا في موجة تفشي الفيروس الأولى. وقال بركينز إن «هذا عدد يتراكم طوال العامين الأولى إلى ثلاثة من انتشار الفيروس»، وأضاف أن التقديرات تضع عشرات الآلاف من الرضع أمام خطر الإصابة بصغر حجم الرأس وغيرها من المشاكل المرتبطة بالتعرض ل«زيكا» داخل الرحم. ويقدر خبراء بريطانيون أن يستغرق المرض بين سنتين وثلاثة سنوات قبل أن يندثر.