حكم القضاء الكيني على تاجر عاج كبير بالسجن 20 عاماً بموجب حكم يكتسي أهمية رمزية في بلد نادراً ما تفرض فيه عقوبات على ممارسي الصيد غير الشرعي. وصرحت القاضية ديان موكاتشي أنه يجدر بالمواطن الكيني محمد فيصل علي أن «يكون قدوة للآخرين»، خلال تلاوة الحكم الذي تضمن عقوبة سجن مدتها 20 سنة مع غرامة بقيمة 20 مليون شيلينغ (175 ألف يورو). وأوقف محمد فيصل علي في تنزانيا في كانون الأول (ديسمبر) 2014 ثم سلم إلى السلطات الكينية التي كان مطلوباً لديها بعد العثور على أكثر من طنين من العاج (228 ناباً كاملاً و74 قطعة عاج) تقدر قيمتها بحوالى 4.2 مليون دولار، وذلك في حزيران (يونيو) 2014 في أحد مستودعات مومباسا على الساحل الكيني الجنوبي التي تعد المعبر الرئيس في افريقيا الشرقية. وأفادت جهة الادعاء، إن علي هو القيم الرئيس على شبكة إجرامية منظمة تشمل المتنزهات الافريقية وصولاً إلى الأسواق الآسيوية التي تغذي الطلب على العاج المهرب. وأفاد المحققون بأن هذا الأخير حظي بحماية من مسؤولين رفيعي المستوى في افريقيا الشرقية. ودحض المتهم جميع التهم الموجهة إليه وكشف أحد محاميه عن نيته استئناف الحكم. ويرى المدافعون عن البيئة في هذه القضية اختباراً لمدى جدية السلطات الكينية في عزمها على مكافحة الاتجار غير الشرعي بالعاج وبقرون حيوانات وحيد القرن الذي يقضي على الحيوانات في كينيا خصوصاً والقارة الأفريقية عموماً. ويشكل الحكم الصادر في حق «بارون الاتجار بالعاج ... دليلاً واضحاً على التزام كينيا اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة جميع أشكال الجريمة المنظمة والعابرة للحدود المرتبطة بالثروة الحيوانية»، على ما جاء في بيان صادر عن الهيئة الكينية لحماية الثروة الحيوانية. وتعهد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مكافحة الصيد غير الشرعي للفيلة والاتجار غير الشرعي بالعاج. وفي نيسان (أبريل)، أحرقت كينيا كل مخزونها تقريباً من العاج المضبوط.