طهران، موسكو، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت إيران أمس، ان ثمة «عواقب سلبية» للعقوبات الجديدة التي فرضها عليها الاتحاد الاوروبي وكندا، بسبب برنامجها النووي، والتي اعتبرتها روسيا «غير مقبولة» وتقوّض جهود تسوية الملف ديبلوماسياً. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست ان طهران «تأسف بعمق وتندد» بالعقوبات الاوروبية التي اعتبر انها «لا تساعد على التقدم في المفاوضات ولا تؤثر على تصميم ايران في الدفاع عن حقها المشروع بمواصلة برنامجها النووي السلمي». وأضاف: «في وقت تصرّ ايران دائماً على التعاون والتفاهم (مع الغرب حول برنامجها النووي)، سيعقد قرار الاتحاد الاوروبي الامور». وزاد ان «ايران تعتبر هذه العقوبات الجديدة مبادرة اخرى في السياسة العدائية التي ينتهجها الاتحاد الاوروبي ازاءها، سيترتب عليها عواقب سلبية»، لافتاً الى ان «ايران اصبحت قوة اقليمية كبرى». في الوقت ذاته، حضّ رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بروجردي «الغرب على التخلي عن سياسة العصا والجزرة، قبل استئناف المفاوضات مع ايران». وقال في اشارة الى الاوروبيين: «يصادقون على العقوبات ضد ايران من جهة، ومن جهة أخرى يدعون الى المفاوضات، وهذا نهج غير مقبول». وفي موسكو، اعتبرت الخارجية الروسية ان «من غير المقبول فرض عقوبات احادية او جماعية، خارج اطار نظام العقوبات المعتمد في مجلس الامن». وذكرت في بيان ان «ذلك لا يقوّض فقط جهودنا المشتركة للسعي الى تسوية سياسية - ديبلوماسية في شأن البرنامج النووي الايراني، لكن يظهر أيضاً الازدراء بالبنود التي صيغت في شكل دقيق ومُنسّق لقرارات مجلس الامن».وأشارت الخارجية الروسية الى ان «العقوبات التي وافق عليها الاتحاد الاوروبي، وكذلك مجموعة التدابير المتشددة التي تبنتها قبل ذلك الولاياتالمتحدة، تذهب الى ابعد بكثير من اهداف الحد من الانتشار» النووي. وأضافت ان «سؤالاً مشروعاً يطرح نفسه: هل اننا نعمل سوية في اطار الدول الست او مجلس الامن، أو ان كل طرف يتصرف وفق ما تمليه عليه مصالحه الخاصة؟». وزادت: «نلاحظ بأسف ان جميع التدابير الاخيرة للاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة لزيادة الضغوط على ايران، تُظهر ازدرائهما لمبادئ العمل المشترك». جاء ذلك بعدما أقر الاتحاد الاوروبي وكندا الاثنين، عقوبات جديدة تستهدف قطاعات الطاقة والتجارة والمصارف والتأمين، اضافة الى «الحرس الثوري». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاترين اشتون ان «العقوبات ليست هدفاً في حد ذاته، هدفنا هو وكان وسيبقى ان تتفاوض ايران لتسوية هذه المسألة». وأشادت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ب «الاجراءات القوية التي اتخذها شركاؤنا في الاتحاد الاوروبي وكندا، من اجل تطبيق القرار 1929»، مضيفة: «بدأنا نرى تأثير العقوبات، مع شركات في العالم أجمع ترفض تنفيذ اعمال مع ايران، للحؤول دون ضلوعها في البرنامج النووي الايراني». كما أعربت اسرائيل عن «ارتياحها» لقرار الاتحاد، داعية الى ان «تتبعها دول اخرى لتوسيع حقل العقوبات ضد ايران». الى ذلك، أعلن مدير «وكالة الطاقة النووية الروسية» (روساتوم) سيرغي كيريينكو ان تزويد مفاعل بوشهر النووي وقوداً، سينتهي في نهاية آب (اغسطس) المقبل. وقال ان «البناء يسير كما هو متوقع، وستنتهي جميع اشغال المرحلة الاولى من وضع المحطة قيد العمل، في نهاية آب»، مضيفاً أن موعد اطلاق العمليات «مسألة تعود الى الجانب الايراني». جاء ذلك بعدما نددت الخارجية الروسية بتصريحات للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، اعتبر فيها أن نظيره الروسي ديمتري مدفيديف أصبح «الناطق باسم اعداء» طهران. وجاء في بيان للوزارة ان «تصريحات نجاد الاخيرة التي تحوّر المقاربة الموضوعية لروسيا وموقفنا المستقل والبنّاء إزاء البرنامج النووي الايراني، غير مقبولة تماماً بالنسبة إلينا». وأضاف البيان: «بدل تصريحات عقيمة وغير مسؤولة، من الافضل ان تتخذ الحكومة الايرانية تدابير بنّاءة لتسوية الوضع».