صدر عن مشروع «قلم» لدى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أربع مجموعات شعرية جديدة لشعراء اماراتيين هم: نجوم الغانم التي تمثل أحد أبرز الأسماء في مجالي الشعر الحديث والسينما في الإمارات، أحمد راشد ثاني الذي يتميز بتجربته الفريدة والمتميزة في الشعر والنثر، إبراهيم محمد إبراهيم الذي يثبت أن الشعر لغة يصعب ترويضها و علي الشعالي الذي يعد من أبرز الأصوات الشابة. تضم مجموعة إبراهيم محمد ابراهيم «الأرض ليست لي» قصائد مكثفة أشبه بالومضات، تعتمد على لغة مكتنزة، اضافة إلى اعتماده ما يسمى ظلال الفكرة وليس الفكرة نفسها، فيغلب على المجموعة طابع خاص من حيث الأسلوبِ، واللغةِ، والإيقاع. أمّا الشاعر أحمد راشد فجاءت مجموعته «مقعد الرمل» أقرب إلى الحياة ونجد فيها الرؤية التشاؤمية التي تنتمي إلى العالم الذي نعيش به، في لغة يصعب التكهن بها أو معرفتها للحظة. فالشاعر يمنح العبارة حريتها لتكتب نفسها بمخيلة تصل إلى السوريالية في الكثير من القصائد. ويردد الشاعر كلمات أساسية هي البحر والرمل، والقصائد أحياناً تأتي كأنها تجسيد لسيرته الذاتية أو ومضات تأملية ليسجل صور حياة قاسية ومشردة على شواطئ بحرية. في ديوانها الجديد «ليل ثقيل على الليل» تأخذنا الشاعرة نجوم الغانم إلى عوالمها التي يمتزج فيها الحب بالخسارة والخذلان والخراب والصوفية، ففي شعرها اختزال وتكثيف للعبارة التي تنفتح على اتساع المعنى، إلى جانب قصائد من أرض الواقع تستنهض النفس من لامبالاتها، لتعيش مسؤوليتها إزاء هموم الإنسان بعامة والعربي بخاصة. وتعبر نجوم في ديوانها عن الألم من غياب الأصدقاء الذين يمدون الحياة بالحبور، ومن قمر تبدده الظلمة في مياه الشواطئ، ومن ملائكة تقف على مشارف المدينة محتبسة، ومطر أعمى لا يدري أين يهطل، وعتمة دامسة على رغم كل الأضواء، حيث القناديل بلا أرواح. والشاعر علي الشعالي يبدو في مجموعته «وجوه وأخرى متعبة» مأخوذاً بالإحساس بالوحدة والتقوقع على الذات الذي أصاب الإنسان في العصر الحاضر بفعل تفكك الروابط وانغلاق البشر في كهوف ذواتهم. لكنه يكتب أيضاً غزلاً برقة وسلاسة. وجاءت بعض قصائده احتفالاً بالذات والإنسان ودعوة الى الصمود في وجه المآسي.