قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن قوة الدفع في القتال الدائر في العراق وسورية تحولت ضد «داعش». لكن على المجتمع الدولي أن يواجه أيضاً تحديات بسط الاستقرار في المناطق التي حررت في الفترة الماضية. وقال كيري أمام مؤتمر دولي لجمع المساعدات للعراق: «لقد تغيرت قوة الدفع»، مضيفاً أن «التحدي الجديد الذي نواجهه هو المساعدة في إعادة إحياء منطقة محررة». وحذرت ليز غراندي من أن الانتصارات العسكرية ستكون موقتة إذا لم يهتم العالم بالمشردين. وقالت إن «الحملة العسكرية ستحقق نجاحاً عظيماً قصير المدى، لكن ربما لديها قدرة محدودة على تحقيق تأثير دائم». وكان المسؤولان يتحدثان، فيما يجتمع عدد من وزراء الدفاع والخارجية في واشنطن لجمع الأموال للعراق والاتفاق على الخطوات التالية في الحرب على «داعش»، خصوصاً في معقله في الموصل. وقال كيري إن هدف المؤتمر هو جمع أكثر من 2.1 بليون دولار مساعدات. وكانت الأممالمتحدة أعلنت أنه في ظل أسوأ السيناريوات قد تتطلب مواجهة آثار معركة الموصل وما بعدها على المدنيين بليوني دولار من أموال الإغاثة لإعادة الاستقرار. وتوقع مسؤولون في العراقوالأممالمتحدة والولايات المتحدة معركة صعبة في الموصل لكن الصعوبة الحقيقية ستكون بعد التحرير. وما زال المسؤولون يضعون اللمسات الأخيرة على خطط لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة وإعادة الخدمات الأساسية والأمن إلى السكان ونحو 2.4 مليون نازح. وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بعد اجتماع منفصل لنحو 30 وزير دفاع في قاعدة أندروز، خارج واشنطن أن «معظم المحادثات اليوم تمحورت حول ما سيحدث بعد هزيمة داعش». وأوضح أن «مبعث القلق الإستراتيجي الأكبر بالنسبة إلى وزراء الدفاع هو إعادة الاستقرار والبناء، والتأكد من أن خططنا وتنفيذها سيكونان في الوقت المناسب لتنفيذ الشق العسكري». وأشار إلى أن بعض وزراء الدفاع أكدوا عزم بلدانهم على زيادة مساهماتها في الحملة العسكرية. وأعقبت اجتماعات أمس جلسة مشتركة لوزراء الدفاع والخارجية لمناقشة الحرب الأوسع نطاقاً على التنظيم ليس في سورية والعراق وحدهما بل في ليبيا وعلى مستوى العالم أيضاً. وخيمت على اجتماعات واشنطن سلسلة من الهجمات أعلن «داعش» مسؤوليته عنها أو جاءت بإيعاز منه، مثل هجوم بشاحنة في نيس أودى بحياة 84 شخصاً الأسبوع الماضي. وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز: «لسنا على أي حال في صدد هزيمة داعش. إنه أخطبوط برؤوس عدة». وتجهز الأممالمتحدة ما تقول إنها ستكون أكبر عملية إغاثة إنسانية حتى الآن، في وقت يفر السكان الخائفون من الأماكن التي يتقدم الجيش العراقي باتجاهها ومن المدينة نفسها. وسيحتاج هؤلاء إلى المأوى والطعام والماء والصرف الصحي لمدة تراوح من ثلاثة أشهر إلى 12 شهراً. وتشير تقديرات المنظمة الدولية إلى إنه في أسوأ الظروف سينزح أكثر من مليون شخص من الموصل و830 ألفاً من منطقة سكنية جنوبالمدينة لينضموا إلى 3.5 مليون عراقي نازح بالفعل. وطلبت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور من المانحين أن يزيدوا مساهماتهم المالية الآن. وقالت إن «الالتزامات التي قطعت اليوم يجب أو توف سريعاً وفي شكل كامل. ففي كل حملة إنسانية في الآونة الأخيرة شاهدنا العديد من المانحين يبالغون في الوعود ويتقاعسون في التنفيذ». والموصل التي استولى عليها «داعش» في حزيران (يونيو) عام 2014 هي ثاني أكبر مدن العراق ويعيش فيها خليط من السكان العرب والسنة والأكراد والتركمان وغيرهم. وطالب كيري الحكومة العراقية بتبني عملية مصالحة سياسية بعد النصر على التنظيم. وقال: «للقضاء على داعش نهائياً يجب أن تكون حكومة بغداد قادرة على الاستجابة لاحتياجات الشعب في مختلف أنحاء البلاد». وأشاد كيري خلال مؤتمر صحافي برئيس الوزراء حيدر العبادي لكنه أضاف: «نود أن نرى بعض الإصلاحات تتم في شكل أسرع». وعلى رغم عدم إعلان المسؤولين العراقيين والأميركيين جدولاً زمنياً للهجوم على الموصل لكن ديبلوماسياً كبيراً يقيم في بغداد قال إن العبادي يريد تقديم موعد الهجوم إلى تشرين الأول (أكتوبر) بعد استعادة الفلوجة، مطلع الشهر الجاري.