اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن «داعش» لم يعد في موقفٍ هجومي في العراق منذ أشهر، في وقتٍ أفاد التليفزيون الرسمي في بغداد بتمكُّن القوات الحكومية من طرد مسلحي التنظيم الإرهابي من بلدة هيت. وأعلن جون كيري، خلال تصريحاتٍ صحفية من سفارة بلاده في بغداد التي وصل إليها أمس، دعم الرئيس، باراك أوباما، ونائبه، جو بايدن، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي يواجه أزمة سياسية واقتصاداً متعثراً فضلاً عن معركة ضد «داعش». وأخبر الوزير الصحفيين بأن العبادي لم يُقدِّم أي طلبٍ لإرسال قوات أمريكية جديدة للمساعدة في محاربة الإرهاب. في الوقت نفسه؛ شدَّد كيري على أهمية إيجاد استقرار سياسي في العراق «حتى لا تتأثر العمليات العسكرية». وكشف عن اعتزام التحالف الدولي ضد الإرهاب وحكومة العبادي زيادة الضغط على التنظيم الإرهابي ومواصلة الضربات التي تستهدف قادته، مؤكداً «تحرير الموصل من أيدي التنظيم يأتي على رأس لائحة الأولويات». وعمليات استعادة المدينة الشمالية التي احتلها الإرهابيون قبل نحو عامين لا تزال في مراحلها الأولى. وأبلغ التلفزيون العراقي أمس عن وصول قوات مكافحة الإرهاب الحكومية، تدعمها الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده واشنطن، إلى وسط بلدة هيت (غرب) وإجبارها مقاتلي «داعش» على الانسحاب وإجلائها آلاف . وأكد قائد عسكري محلي تمكُّن القوات من طرد المتطرفين من معقلهم في البلدة التي كان عدد سكانها قبل اندلاع المعارك نحو 100 ألف نسمة. لكن القتال ما زال مستمرَّاً. وذكر القائد العسكري، في بثٍّ مباشرٍ عبر التليفزيون، أن القوات مازالت تطارد المتطرفين الذين تركوا عائلاتهم وفرّوا، متوقعاً احتفال المواطنين خلال أيام ب «تحرير» كامل محافظة الأنبار التي تتبعها هيت. واستعادة هذه البلدة الاستراتيجية الواقعة على نهر الفرات قرب قاعدة عين الأسد الجوية؛ سيجبر «داعش» على التقهقر أكثر إلى الغرب صوب الحدود السورية. ويُدرِّب مئات من العسكريين الأمريكيين قواتٍ عراقية داخل قاعدة عين الأسد. وتمكنت بغداد خلال الأشهر القليلة الماضية من دفع التنظيم الإرهابي إلى التقهقر، وتعهدت باستعادة الموصل في وقتٍ لاحقٍ هذا العام؛ رغم أن الهجوم الذي وُصِفَ ب «المرحلة الأولى في هذه الحملة» أوقف الأسبوع الفائت. وبدت سيطرة القوات الحكومية على هيت غير مكتملة وهشة. وأفاد أحد القادة بأن المتطرفين الذين زرعوا الألغام في الطرق والسيارات والمباني حاولوا استعادة طريق رئيس لكن القوات صدتهم. وصرَّح مسؤولٌ في التحالف، في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع الفائت، بأن 300 مقاتلٍ من «داعش» شيّدوا دفاعاتٍ على حدود البلدة وانتشروا في أنحائها. إلى ذلك؛ أشار قادة ميدانيون إلى نقل قوات مكافحة الإرهاب، التي قادت الهجوم العسكري في الأنبار على مدى أشهر، أكثر من 10 آلاف مدني من هيت خلال الأيام القليلة الماضية. وبث التلفزيون الرسمي لقطات لرجال ونساء وأطفال يحملون أمتعتهم وهم يرفعون أعلاماً بيضاء ويخرجون من البلدة.