تبتسم للصغار والكبار ولكل من يمر أمامها، فتنشر السعادة في من حولها بضحكتها وابتسامتها البريئة المليئة بالأمل والتفاؤل، ولاسيما تعاملها باحترام مع الآخرين، وطيبة قلبها المميزة، مما أدى إلى كسب مودتهم وحبهم لها. هكذا هي المبدعة ريناد مبخوت الدوسري (6 أعوام) استطاعت الحصول من أصدقائها على لقب «أجمل طفلة مبتسمة». تحب ريناد مشاهدة البرامج التعليمية والممتعة في التلفاز؛ لأنها تسليها وتعلمها بعض الأمور، تقول: «أحب أيضاً الذهاب إلى الحدائق والمدن الترفيهية مع عائلتي؛ لأننا نقضي وقتاً عائلياً ممتعاً ومسلياً جداً». لم تمنع الإعاقة ريناد من حياتها الطبيعية، فهي تحب أن تمارس ما يحلو لها كالرسم والتلوين واللعب مع أصدقائها، وأيضاً ممارسة بعض التدريبات اليومية. تقول: «أحاول دائماً تطوير نفسي وقدراتي بالممارسة المستمرة للأمور التي أريد أن أصبح أفضل فيها، ويكون ذلك أيضاً بمتابعة والديّ وتوجيههما ونصحهما لي». وتضيف أن لوالدها فضلاً كبيراً بعد الله في دعمها وتشجيعها نحو الأفضل في شتى حياتها: «شكراً بابا وماما على دعمكما وابتسامتكما الدائمة التي تزرع بداخلي الأمل والثقة بنفسي وشعوري بالسعادة». كما ترى أن الثقة بالنفس أحد أهم الأمور التي لا بد من أن تكون في شخصية أي طفل، ويجب أن تزرع بداخله منذ الصغر من عائلته والمدرسة، حتى يستطيع اتخاذ القرارات والتعبير عن آرائه بكل سهولة، وأن يطالب بحقوقه. وعلى رغم حصول بعض المشكلات والصعوبات إلا أنها تواجهها بكامل قوتها وبالدعاء ثم الاستعانة بوالديها وعائلتها وبعض الأشخاص ذو الخبرة، فتقول: «عند تقديمي للروضة واجهتني بعض الصعوبات بسبب إعاقتي الحركية، لكنني تمكنت من التغلب عليها والحمد لله بالصبر والعزيمة والإصرار، وهذا ما يجب على المجتمع تعليمه الأطفال من الصغر، حتى يكبر بداخلهم ويصبحوا ذوو شخصية قوية، ويمكنهم اتخاذ القرارات في حياتهم، والتعبير عن آرائهم بسهولة حتى على الأمد البعيد». شعرت ريناد بالسعادة والإنجاز والاعتماد على ذاتها، عندما بدأت بالعلاج الطبيعي في مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية في الرياض: «أفادتني كثيراً زياراتي للمدينة، وعندما رأيت حب الآخرين وتشجيعهم ودعمهم لي وتعاملهم بلطف معي تمنيت أن يعاملنا كل المجتمع هكذا، على أننا فئة من ضمنهم ولدينا قدرات ومواهب وأحلام ومخيلات واسعة وشخصيات متنوعة، ولسنا أشخاصاً غير قادرين، ولسنا بحاجة نظرات الشفقة والرحمة». كما تضيف: «لا يجب علينا الحكم على الأشخاص مهما كانوا من النظر للشكل الخارجي فقط، فلكل شخص جوهر يمتلكه في داخله». وتطمح ريناد وتتمنى أن تكمل دراستها وتتفوق وتكون دائماً في المراتب العليا: «سأثابر واجتهد حتى أصبح معلمة للأطفال المعوقين وامنحهم السعادة والحب».