تبنى تنظيم «داعش»، عبر وكالة «أعماق» التابعة له على الانترنت، الاعتداء الذي نفذه طالب لجوء أفغاني قاصر في ال17 من العمر بفأس وسكين على متن قطار في ولاية بافاريا جنوبألمانيا ليل الاثنين، وأسفر عن مقتل المهاجم برصاص الشرطة وجرح أربعة سياح من أسرة واحدة من هونغ كونغ، بينهم اثنان في حال الخطر. ويعتبر هذا الهجوم الأول الذي يتبناه «داعش» على أراضي ألمانيا، علماً أن السلطات عثرت على راية للتنظيم بين مقتنيات طالب اللجوء. وأفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم في شريط فيديو: «نفذ محمد رياض جندي الدولة الإسلامية الهجوم استجابةً لنداءات استهداف دول التحالف الدولي التي تقاتلنا». ثم ظهر المنفذ في الشريط وتحدث بلغة الباشتون وفي يده سكين قائلاً: «أنا أحد جنود الخلافة. سأنفذ عملية استشهادية في ألمانيا، وجنود الدولة الإسلامية سيستهدفون الكفرة في منازلهم وقراهم ومطاراتهم». لكن وزارة الداخلية الألمانية رجحت تصرف الأفغاني بمفرده. وقال الناطق باسمها: «يجب تحديد دافع الأفغاني ومدى انتمائه إلى الأوساط الإسلامية أو احتمال تحوله إلى التطرف أخيراً، خصوصاً أنه لم يملك سجلاً جنائياً». وكشف وزير داخلية مقاطعة بافاريا، يواكيم هيرمان، أن الأفغاني القاصر وصل وحيداً بلا عائلة إلى ألمانيا قبل نحو سنتين، وكان يعيش في بيت يسكنه قاصرون بلا مرافقين في بلدة أوكسنفورت قرب مدينة فورتسبرغ، ما يزيد احتمال إثارة الهجوم نقاشاً وطنياً حاداً حول اندماج المهاجرين واللاجئين بعد تدفق 1,1 مليون طالب لجوء معظمهم من السوريين والأفغان العام الماضي، وهو رقم قياسي. وروى شاهد يقيم قرب موقع الاعتداء ان الدماء غطّت ارض القطار الذي اقل 25 شخصاً، ما جعله يبدو مثل مسلخ، وقال: «رأيت الناس يزحفون من العربة، وطلبوا مستلزمات الاسعافات الأولية فيما كان ضحايا آخرون على الارض في الداخل». وكان رجل مضطرب عقلياً في ال27 من العمر قتل في أيار (مايو) الماضي بسكين شخصاً داخل قطار جنوبألمانيا وجرح ثلاثة، في حين لم تستهدف البلاد بهجمات إرهابية كبيرة مثل اعتداء نيس جنوبفرنسا الأسبوع الماضي، حين دهس التونسي محمد لحويج بوهلال (31 سنة) بشاحنة زنتها 19 طناً حشداً من الناس خلال مشاهدتهم عرضاً للأسهم النارية في مناسبة العيد الوطني، ما أدى إلى مقتل 84 شخصاً. وتبنى «داعش» الاعتداء. ويرجح أن يُعيد الهجوم في بافاريا التوترات السياسية المرتبطة باستقبال البلاد المهاجرين، على رغم أن عددهم تراجع في شكل كبير بسبب إغلاق طريق البلقان، وإثر اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي على احتواء تدفقهم. في فرنسا، حضت الحكومة النواب على دعم تمديد فترة نظام الطوارئ الذي يمنح الشرطة سلطات تفتيش واعتقال أكبر، بعدما واجهت اتهامات بالتقصير في منع هجوم نيس. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس أثناء مراسم لتأبين الضحايا شابتها انتقادات من سياسيي المعارضة وسخرية من حشود: «نطالب أعضاء البرلمان بدعم تمديد حال الطوارئ ثلاثة أشهر أخرى» بعد بدء تطبيقه في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد هجمات باريس. واستخدم وزيران نبرة تصالحية قبل جلسة نقاش برلمانية لبحث الأمر ليل أمس. وقال وزير الدفاع جان إيف لو دريان: «فالس مستعد لقبول أي اقتراحات أخرى في شأن الصلاحيات المحددة التي يشملها حال الطوارئ، ومنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في أجهزة الشرطة وخدمات الاستخبارات». وأضاف: «ليس الأمر رمزياً فقط، فما حدث في ألمانيا يشير إلى أن التهديد في كل مكان». على صعيد آخر، تحصن مسلح «مختل»، وفق الشرطة، داخل فندق «فورميل 1» المنخفض التكلفة في بلدة بولان (جنوب). ولم تعرف الشرطة على الفور دوافع الرجل الذي قالت إنه «مسلح بسكين وربما بعبوة ناسفة».