استهلت الهند أمس ماراتونها الانتخابي الذي قد يقود زعيم حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي ناريندرا مودي، المثير للجدل، الى السلطة، ما ينهي سيطرة حزب المؤتمر بزعامة عائلة غاندي على الحكم منذ 10 سنوات. وحض مودي الناخبين على منحه غالبية في البرلمان الذي يضم 543 مقعداً، فيما تتوقع استطلاعات الرأي ان يُضطر الى التفاوض لنيل هذه الغالبية، وقال: «احتاج الى دعمكم لتشكيل حكومة قوية تتطلب كسب 300 مقعد على الأقل في المجلس»، علماً ان الحملة الانتخابية تركزت على الأداء الاقتصادي الذي شهد تباطؤاً كبيراً للنمو منذ 2012 وتراجع عملتها بسبب هروب رؤوس اموال اجنبية. وافتتح ناخبو ست دوائر في ولايتي آسام وتريبورا الصغيرتين (شمال شرق) اللتين تهملهما السلطة غالباً، الانتخابات التي تجري على تسع مراحل تنتهي في 12 ايار (مايو) المقبل، للإفساح في المجال امام ادلاء 841 مليون ناخب بأصواتهم في نحو مليون مكتب في البلاد، تتوزع من اعالي جبال الهيملايا الى الجنوب الإستوائي. وقالت سانتوشي بوميغ التي دشنت عملية التصويت في مدرسة بمنطقة ديبورغاره في ولاية آسام: «ارغب في ان تتخذ الحكومة خطوات لخفض الفقر، وتفعل شيئاً من اجل مستقبل اولادنا». اما الناخب شوبو من بلدة كاليابور في آسام فأمل بتشكيل حكومة تعمل لمصلحة الفقراء وتحد من البطالة، مشيراً الى ضرورة تشجيع العمال في قطاع انتاج الشاي وزيادة أجورهم». وبعد الإدلاء بصوته، قال غوراف جوغوي، ابن رئيس وزراء ولاية اسام: «انني واثق بأن حزب المؤتمر سيحصل على الغالبية في المنطقة، مضيفاً: «اعتقد بأن امتلاك الناخبين سياسة شاملة سيسمح بمعالجة قضايا عدة وزيادة الإنتاج الزراعي ومداخيله. سنشهد رعاية صحية أفضل وظروفاً آمنة في القطاعات الأكثر فقراً من قرانا، وسنرى إذا كنا نستطيع ايجاد سبل للحد من آثار الفيضانات وتآكل الأراضي». وشمال شرقي الهند منطقة حدودية نائية وخصبة تضم 8 ولايات يقطنها 27.4 مليون ناخب، لكنها تفتقد التنمية. وتمثل المنطقة اختباراً لوعود مودي بإنشاء طرق سريعة جديدة وقطارات، واتخاذ مواقف صارمة من الخلافات الحدودية مع الصين التي تطالب بالسيادة على جزء منها. وتمحورت الحملة الانتخابية لمودي حول خلق وظائف وجذب استثمارات، لكنه سيواجه ارتياباً من شريحة من الشعب بسبب شخصيته الحادة وموقفه خلال اضطرابات شهدتها ولاية غوجارات (شمال غرب) عام 2002، وأسفرت عن اكثر من ألف قتيل، علماً انه يرأس حكومة الولاية منذ العام 2001. وفرض موضوع التوترات الطائفية نفسه في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، وقال راهول غاندي الذي يقود حملة حزب المؤتمر: «اينما حل هؤلاء الأشخاص، يخلقون خلافات. انهم يحرضون الهندوس والمسلمين على بعضهم بعضاً». واعتبرت صحيفة «هندوستان تايمز» ان الرهانات الكبيرة خلال الحملة الانتخابية تراجعت، وطغت عليها الخلافات بين قادة ابرز حزبين.