تنطلق بعد غد الاثنين أكبر انتخابات اشتراعية في العالم تنظمها الهند، ويعتبر فيها زعيم حزب «باراتيا جاناتا» القومي الهندوسي المعارض ناريندرا مودي الأوفر حظاً للفوز، في مواجهة حزب المؤتمر الذي تتزعمه عائلة غاندي وتعتبره استطلاعات الرأي خاسراً بعد عشر سنوات في السلطة، بسبب سلسلة قضايا فساد وتباطؤ النمو وارتفاع التضخم. وسيجري الماراثون الانتخابي الذي يشكل تحدياً لوجستياً، على 9 مراحل آخرها في 12 أيار (مايو)، للإفساح في المجال أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في نحو مليون مكتب اقتراع تتوزع من أعالي جبال الهيملايا إلى الجنوب الاستوائي. ودعي حوالى 814 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم، بزيادة مئة مليون عن عام 2009. وسيكون ناخبو ولايتا آسام وتريبورا (شمال شرق) أول المصوتين الاثنين، علماً أن النتائج ستعلن في 16 أيار. ورفع مودي، المرشح لمنصب رئيس الوزراء، خلال حملته شعار الإنعاش الاقتصادي، واعداً بمزيد من الاستثمارات والوظائف، وقال خلال تجمع انتخابي أول من أمس: «أجوب الهند منذ عشرة أشهر كي أتحدث عن تغيير مستقبل الهند والتنمية، وتأمين وظائف للشبان واحترام النساء». لكن مودي الذي يرأس حكومة ولاية غوجارات (غرب) منذ عام 2001، شخصية مثيرة للانقسام منذ اضطرابات طائفية حصدت أكثر من ألف قتيل في الولاية غالبيتهم من المسلمين عام 2002، علماً أن القضاء لم يتهمه بالحادث، لكن عدم تحرك قوات الأمن حينها أثار انتقادات شديدة. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الحزب القومي الهندوسي، لكنها لا تتوقع حصوله على غالبية المقاعد ال543 في البرلمان، ما سيجبر الحزب على تشكيل تحالف مع أحزاب إقليمية. وصرح سانجاي كومار، مدير مركز دراسة المجتمعات النامية، بأن «الناخبين يعتقدون بأن الأمور ستتحسن خلال حكم مودي، ما يجعل القوة الاقتصادية الثالثة في آسيا تواصل نموها، مع الحرص على إرساء الاستقرار في علاقتها مع الولاياتالمتحدة. وبعد اضطرابات 2002 أصبح مودي شخصية غير مرغوب فيها في أوروبا والولاياتالمتحدة، لكن الغرب جدد الاتصالات معه بعدما بات المرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات. وزارته السفيرة الأميركية في غوجارات في شباط (فبراير) الماضي. وفي مواجهة مودي، رشح حزب المؤتمر راهول غاندي (43 سنة)، وريث سلاسة نهرو - غاندي الذي يخوض أول معركة انتخابية في ظروف صعبة. وراهول الشخصية المتحفظة لم يشغل أبداً منصب وزير، وابتعد طويلاً عن الساحة السياسية. وسيكون أمامه عمل شاق في هذا الاختبار مع توقع البعض تحقيق حزب المؤتمر أسوأ نتيجة. ويبقى باب الانتخابات مفتوحاً على كل الاحتمالات بالنسبة إلى حزب الإنسان العادي (عام آدمي) الناشط ضد الفساد، والذي يريد الفوز بمئة مقعد.