الناصرية - أ ف ب - أثار ظهور مجموعة تحمل افكاراً متشددة بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عدد من احياء مدينة الناصرية، جنوب العراق، الذعر وسط السكان، خصوصاً لاختيار المجموعة الليل لممارسة انشطتها. وأفادت مصادر في الشرطة ان المجموعة التي يرتدي عناصرها الملابس السوداء واقنعة ويحملون سيوفاً يطلقون على انفسهم اسم «جماعة سيوف الحق». وظهرت هذه المجموعة التي تهدف، على ما تعتقد الشرطة «إلى محاربة الحريات الشخصية»، في ثلاثة احياء في المدينة، وهي الشهداء واريدو والصدر وسط مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار، على بعد 305 كلم جنوب بغداد. ويؤكد سكان محليون انهم شاهدوا هذه المجموعة تعمل تحت جنح الليل على ملاحقة كل من يحتسي الخمر ويتداوله، او يتعامل بالحبوب والمخدرات والحشيشة، او يتردد الى بيوت الدعارة، حتى انهم يلاحقون الشبان الذين يرتدون ملابس لا تنسجم مع افكارهم. ووفقاً لشهود عيان فإن نشاط افراد هذه المجموعة انخفض كثيراً بعد تكثيف الشرطة دورياتها في المناطق التي مارسوا فيها انشطتهم. ويقول علي حسون (35 سنة) الذي يسكن حي الشهداء التي ظهر فيها افراد المجموعة ان «الذعر اصاب الشبان» في شكل خاص. وأضاف حسون الذي يملك متجراً للمواد الغذائية «كنا نخرج في اوقات متأخرة هرباً من الحر بسبب انقطاع التيار الكهربائي لكننا اليوم نبقى في منازلنا خشية ان نصطدم باصحاب السيوف والملابس السوداء». ويشبه اهالي الناصرية، افكار هذه المجموعة بأفكار تنظيم «القاعدة» الذي فرضها اثناء سيطرته على مناطق سنية، حيث كانوا يقتلون اشخاصاً كانوا يرتدون سراويل قصيرة وحلاقين يزينون زبائنهم بقصات غربية. وأعرب حسون عن قلقه لأن «هؤلاء يريدون ان يفرضوا اموراً غريبة، ويبدو الامر اشبه بالتطرف وهذا ما نخشاه». من جانبه، اعرب شهاب احمد (32 سنة) من اهالي حي اريدو عن امله بأن تتم السيطرة على الامر، لكنه ابدى تخوفه من قيام هذه المجموعة بأعمال عنف بحق من يعارضهم. وأضاف احمد الذي يعمل مدرساً «لا بد من دحر هذه المجموعات وملاحقتها والتعرف الى نواياها واهدافها لانها قد تعبث بالامن وهو ما لا نقبله اطلاقاً لاننا تجاوزنا الايام الصعاب ولا بد من التعامل بجدية مع الموضوع وادراك مخاطرها». وأفاد مصدر رفيع في قيادة الشرطة في ذي قار: «وردتنا معلومات ان هذه الجماعة تقوم بفحص اجهزة الهاتف المحمولة لمعرفة النغمة، واذا تبين انها اغان عربية او غربية تقوم بمصادرة الهاتف»، وتابع «كما انهم يشمون افواه من يشتبهون بانهم قد احتسوا خمراً فيهددونه بالعقاب اذا تأكدوا من ذلك». واكد ان «الجماعة هددت الكثير من الشبان بسبب قصات الشعر او ارتداء ملابس من طراز غربي وقاموا بضرب بعضهم». وتقدم عدد من الاشخاص بشكاوى ضدهم الامر الذي دفع بالشرطة الى تكثيف دوريات آلية وراجلة في الاحياء الثلاثة وتمكنت من اعتقال 24 شخصاً بينهم عشرة يعتبرون من مؤسسي هذه الجماعة واحيلوا على جهاز مكافحة الارهاب. وقال قائد الشرطة في ذي قار اللواء صباح الفتلاوي «احلنا عشرة متهمين بالانتماء الى جماعة سيوف الحق الى جهاز مكافحة الارهاب وفق المادة الرابعة من قانون الارهاب لتشكيلهم مجموعات تتعارض مع النظام وتحمل افكاراً ارهابية، تريد مصادرة حريات الناس». وأضاف «اطلقنا سراح 14 آخرين بكفالة مالية، بعد اتهامهم بحيازة اسلحة جارحة». وأكد الفتلاوي انه «لم تسجل جريمة جنائية، منذ ظهور هذه المجاميع في بداية شهر تموز الجاري»، ويرى انهم «يمثلون بقايا ميليشيات، وانهم قاموا بأعمال استفزازية بعد منتصف الليل»، مؤكداً ان «الامور تحت السيطرة في شكل كامل». ويرى البعض ان تأخر تشكيل الحكومة احد اسباب عدم الاستقرار الامني. ويقول سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الناصرية محسن خزعل «لقد حذر الحزب من الفراغ السياسي والامني، وتأخير تشكيل الحكومة انعكس على واقع الامن وظهور هؤلاء دليل على ذلك». وأعرب خزعل عن مخاوفه من «وجود اجندات خارجية واقليمية» وراء هذه التصرفات ووصف نشاط هذه المجموعة ب «الغريبة والمرعبة». ووفقاً لمصادر الشرطة تتراوح اعمار المجموعة بين 17 و21 سنة. وأعرب حسنين علي، وهو طالب في المرحلة الاعدادية عن سعادته بعد اعلان اعتقال هؤلاء قائلاً «نشعر بالارتياح للقضاء على هذه الجماعة الضالة».