كثفت الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية أمس جهودها لضمان استئناف المفاوضات اليمنية في الكويت، فالتقى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قادة الحوثيين في صنعاء أمس، فيما اتفق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال لقاء في نيويورك أمس، على ضرورة إنقاذ المفاوضات من التعثر. وغادر المبعوث الأمميصنعاء أمس بعد لقاءات مع قيادات جماعة «الحوثيين» وحزب الرئيس السابق علي صالح في سياق جهوده لاستئناف مشاورات الكويت بينهما وبين الحكومة، فيما استمرت الأوضاع الميدانية في التصاعد على مختلف الجبهات وسط غارات كثيفة لطيران التحالف استهدفت تجمعات المتمردين في أكثر من منطقة. وطلب وزير الخارجية السعودي من الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماعهما أمس، إبلاغ الحوثيين بأن عليهم الالتزام بوقف النزاعات «خصوصاً على الحدود مع السعودية»، وفق مصدر سعودي مطّلع. وأكد المصدر أن المحادثات تطرقت حصراً إلى موضوع اليمن وأن الطرفين وافقا على ضرورة دفع المفاوضات بين الأطراف اليمنية في الكويت إلى الأمام والعمل على إنقاذها من التعثر. ووصفت مصادر سعودية وأممية أجواء اللقاء الذي طلب الجبير عقده للتحدث عن اليمن بأنها كانت «إيجابية»، وأن وفداً من خبراء الأممالمتحدة سيزور الرياض قريباً في ضوء المعلومات التي طلبتها الأممالمتحدة وقدّمتها الرياض في ما يخص تقريراً عن الأطفال في الحرب أدى إلى توتر العلاقة بين الجانبين. وأصدر مكتب الناطق باسم الأمين العام قراءة لخصت أجواء اللقاء جاء فيها أن «الأمين العام شكر للسعودية دعمها عمل المبعوث الخاص إلى اليمن، وأكد أن التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية هو الحل الوحيد لإنهاء الحرب وضمان تلبية مصالح جميع الأطراف». واتّفق الطرفان على أن «الحاجة ملحة لأن ترتكز محادثات السلام في اليمن على النتائج والاتفاقات القابلة للتنفيذ على أرض الواقع». ورحب بان «باستعداد التحالف لاتخاذ التدابير الملموسة والضرورية لمنع الانتهاكات ضد الأطفال والعمل جنباً إلى جنب مع الأممالمتحدة بطريقة بناءة واستشرافية تحقيقاً لهذه الغاية». وقال إنه يأمل بأن يقدم التحالف «اقتراحات للإجراءات الملموسة التي ينوي اتخاذها قبل انعقاد جلسة المناقشة المفتوحة في مجلس الأمن في 2 آب (أغسطس) المقبل». وأفادت مصادر ملاحية في مطار صنعاء ل «الحياة» بأن المبعوث الأممي غادر صنعاء متوجهاً إلى الكويت، فيما غادر وفد «الحوثيين» وحزب صالح إلى مطار صلالة على متن طائرة عُمانية في الطريق إلى الكويت للعودة إلى طاولة المفاوضات التي رجحت مصادر مطلعة في الكويت أنها ستستأنف خلال يومين، رغم عدم وجود تأكيد رسمي من الوفد الحكومي بالعودة إلى المشاورات في الموعد المحدد. وكان ولد الشيخ عقد في صنعاء لقاءات مع قيادات «الحوثيين» ووفدهم المفاوض، فيما كشفت مصادر في حزب صالح أن الرئيس السابق استقبل المبعوث الأممي في مقر الحزب، وطالبه برفع العقوبات الأممية المفروضة عليه وعلى نجله الأكبر، إضافة إلى وقف الحرب ورفع الحصار. وأضافت المصادر نفسها أن صالح أكد للمبعوث الأممي أن «الحل الشامل والحقيقي لن يتحقق إلا عبر حوار شجاع ومسؤول بين اليمن والسعودية، أسوةً بما حدث في العام 1970 من حوار ومصالحة أفضت بعد سبع سنوات من الحرب إلى مصالحة وطنية بين اليمنيين كفلت حل كل المشاكل والقضايا التي كانت محل خلاف في ما بينهم». وأعلن الناطق باسم «الحوثيين» محمد عبدالسلام، أن جماعته «لن تقبل بأي حل لا يستند إلى التوافق»، في إشارة منه إلى تملص الجماعة من تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216، وبحثها عن حل يشرعن لها المكاسب التي حققتها بالقوة المسلحة. وقال عبدالسلام في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»: «لا واقعية ولا مقبولية لأي حل لا يستند إلى توافق حقيقي يؤدي إلى وقف أشكال الحرب كافة ويرفع الحصار ويزيل القيود الاقتصادية». ميدانياً، استمرت المعارك بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين في جبهات نهم (شمال شرق صنعاء) وصرواح (غرب مأرب) ومناطق متفرقة من الجوف. كما تجدد القصف المتبادل في جبهة حرض وميدي (شمال غرب محافظة حجة الحدودية)، وسط غارات للتحالف طاولت تجمعات ومواقع للميليشيات في مأرب وصعدة وباب المندب. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن طائرات التحالف شنت نحو 40 غارة جوية على مواقع المسلحين في جبال كهبوب القريبة من مضيق باب المندب والجبال الواقعة شرق معسكر العمري، ودمرت عدداً من الدبابات والمدفعية والعربات وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين. وأضافت أن «قوات الجيش والمقاومة الشعبية نفذت عملية التفاف ناجحة على قوات الحوثي وصالح في كهبوب، وقطعت عنها خطوط الإمداد الآتية من ذباب ومعسكر العمري إلى كهبوب وفرضت عليها حصاراً خانقاً من المرجح أنه سيقودها إلى الاستسلام». واستهدف القصف الجوي للتحالف مواقع للمتمردين وتعزيزات عسكرية شمال محافظة لحج الجنوبية. وقالت مصادر المقاومة إن الضربات طاولت منطقة نجد قفيل في مديرية القبيطة، في حين امتدت الغارات شمالاً إلى منطقتي الملاحيظ وسحار في محافظة صعدة حيث المعقل الرئيس لجماعة «الحوثيين».