بدا أمس، أن المعارضة السورية المسلحة فشلت مجدداً في إبعاد القوات النظامية عن طريق الكاستيلو وبالتالي فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية، إذ إنها اضطرت إلى التراجع، بعدما كانت قد تقدمت على جبهة الملاح ليلة الثلثاء بعد قصف جوي عنيف استهدفها. وكان لافتاً أن «حركة أحرار الشام الإسلامية» نأت بنفسها عن هذه المعركة التي تقودها «جبهة النصرة» وفصائل أخرى، قائلة إنها بمثابة «انتحار». وذكرت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة أن «الاشتباكات العنيفة جداً» تواصلت في منطقة الملاح «حيث تقدم الثوار في بادئ الأمر وسيطروا على عدة نقاط جديدة تمكنوا فيها من قتل أكثر من 25 عنصراً وجرح آخرين (من القوات النظامية)». لكنها أضافت أن «طائرات العدو الروسي شنت غارات جوية مكثفة وعنيفة (بالقنابل) الفراغية والفسفورية والعنقودية على المناطق التي تقدم فيها الثوار، ما أجبرهم على الانسحاب منها... كما ترافقت الغارات مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف جداً». وكانت «جبهة النصرة» و «حركة نور الدين الزنكي» أعلنتا ليلة الثلثاء نجاح الهجوم الجديد على منطقة الملاح، وقالتا إن عناصر المعارضة يواصلون تقدمهم في المنطقة. لكن وسائل إعلامية موالية للحكومة السورية أكدت أن الهجوم فشل في تحقيق غايته. وأشار «الإعلام الحربي» الموالي للحكومة السورية إلى أن «الجيش السوري دمّر مبنى من طوابق عدة للمجموعات المسلحة شرق منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي... وقتل وجرح من بداخله من المسلحين إثر استهدافه بقذائف المدفعية الثقيلة». وفي الإطار ذاته، ذكرت «شبكة شام» أن طائرات حربية شنّت غارات مكثفة على عندان وحريتان ومعارة الأرتيق وكفرحمرة حيان والليرمون وقبر الانكليزي وآسيا في الريف الشمالي لحلب، فيما أغارت طائرات أيضاً على أحياء بني زيد ومسكن هنانو والجلوم والحمدانية والشقيف في مدينة حلب «وسط اشتباكات متقطعة على جبهات بني زيد والخالدية وسيف الدولة» حيث قتلت فصائل المعارضة 10 من عناصر القوات النظامية، وفق «شبكة شام». وأوردت الشبكة ذاتها تقريراً أفاد بأن «حركة أحرار الشام» قالت إنها لم تشارك في معارك منطقة الملاح باعتبار أنها «انتحار عسكري». وقال الناطق العسكري باسم «أحرار الشام» «أبو يوسف المهاجر»، في سلسلة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي: «في معركة الملاح الأخيرة لم تنسحب أحرار الشام لأنها لم تشارك أصلاً، لأن القادة العسكريين قرروا أن نسبة النجاح ضعيفة جداً». وأبدى المهاجر استغرابه من إصرار الفصائل على المشاركة، قائلاً «إن إصرار بعض الفصائل على العمل رغم نسبة الفشل الكبيرة لا يعد بطولة ولا رجولة بل هو انتحار عسكري وليس وراءه إلا الخسارة وانهيار المعنويات». ورفض أي اتهام للحركة قائلاً إن «أحرار الشام حاضرة في كل المعارك» لكن لا يمكن «أن تدخل معركة لا ترى منها جدوى». ومعلوم أن «أحرار الشام» تنضوي في إطار «جيش الفتح» الذي يضم أيضاً «جبهة النصرة». وشارك هذان الفصيلان في العديد من المعارك ضد القوات النظامية وحلفائها من الميليشيات الأجنبية التي تعمل تحت إشراف إيراني، وكان آخرها معارك ريف حلب الجنوبي. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 10 أشخاص بينهم 3 أطفال قُتلوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في مدينة أريحا جنوب مدينة إدلب و «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة». وفي محافظة حماة (وسط)، أفاد «المرصد» بأن قذائف صاروخية استهدفت محطة الزارة لتوليد الكهرباء في ريف حماة الجنوبي والخاضعة لسيطرة قوات النظام، ما أدى إلى أضرار مادية في المحطة وخروجها عن الخدمة موقتاً. وجاء ذلك فيما نفذت طائرات حربية غارات على بلدتي الزارة وحربنفسه في ريف حماة الجنوبي، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والفصائل. أما في محافظة حمص المجاورة، فقد سجّل «المرصد» مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرح العشرات «جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية استهدفت منطقة سوق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع». وأضاف أن ثلاثة أشخاص هم رجل ووالدته وشقيقته قُتلوا صباح أمس جراء قصف القوات النظامية على مدينة الرستن في الريف الشمالي لحمص أيضاً. أما في ريف حمص الشرقي، فقد أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم «داعش» في منطقة مقالع السكر ومحيط صوامع تدمر في البادية الشرقية للمدينة. وفي محافظة الرقة (شمال شرق)، قال «المرصد» إن طائرات حربية شنّت غارات عدة فجراً على منطقة مطار الطبقة العسكري الخاضع لسيطرة «داعش» في ريف الرقة الغربي. أما في محافظة ريف دمشق، فقد سجّل «المرصد» تنفيذ طائرات حربية ما لا يقل عن 9 غارات على أطراف مدينة دوما وبلدات الشيفونية والميدعاني وميدعا وحوش الفارة في الغوطة الشرقية، «بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محور حوش الفارة ومحاور أخرى في منطقة المرج بين قوات النظام و «حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين من طرف، والفصائل الإسلامية من طرف آخر، في محاولة من قوات النظام التقدم في المنطقة».