قال معارضون سوريون إن طائرات يُعتقد أنها روسية قصفت أمس (الثلثاء) مخيما للاجئين بمحاذاة حدود الأردن الشمالية الشرقية مع سورية ما أدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة عشرات آخرين على الاقل في أول هجوم روسي من نوعه قرب الحدود الأردنية. وقال المعارضون إن عدة طائرات كانت تحلق على ارتفاع شاهق قصفت عند الظهر مخيما يقيم به بضع مئات معظمهم من النساء والأطفال من العالقين بمنطقة فاصلة على الجانب السوري من الحدود. وقال سعيد سيف القلموني الناطق باسم كتيبة الشهيد أحمد عبدو التابعة للجيش "السوري الحر" إن الغارات وقعت قرب مخيم حدلات وهو أحد مخيمين كبيرين في المنطقة. وأكد دبلوماسي غربي كبير الحادث وقال إن المعلومات المبدئية تقول إن عدة طائرات روسية شنت الغارات. وإذا تأكد ذلك فإن تلك ستكون أقرب غارات جوية تشنها موسكو بمحاذاة الحدود الأردنية منذ بدء الكرملين حملة جوية ضخمة في أيلول (سبتمبر) الماضي دعما للرئيس بشار الأسد في مواجهة المعارضين المسلحين الذين يقاتلون لإسقاط حكمه. وعزّز الأردن حليف الولاياتالمتحدة الوثيق التنسيق مع موسكو لضمان عدم استهداف حملتها العسكرية في جنوب سورية جماعات للمعارضين المعتدلين الذين يشكلون ما يسمى بالجبهة الجنوبية التي يدعمها تحالف من الدول الغربية والعربية. ويعد دعمها جزءا من استراتيجية لضمان عدم سقوط جنوب سورية الذي تسيطر عليه قوات المعارضة في يد جماعات متشددة مثل "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وأصيب ما لا يقل عن 40 شخصا معظمهم من النساء والأطفال في الغارة. وقال مصدر أردني إن قوات الجيش الأردني على الحدود ساعدت في نقل الجرحى إلى مستشفيات داخل البلاد. وقال مصدر آخر في المعارضة إن من بين الضحايا مقاتلين من جماعة "أسود الشرقية" للمعارضة المسلحة والتي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" وتعد جزءا من جماعة للمعارضين المعتدلين الذين تمولهم وتزودهم بالعتاد غرفة عمليات عسكرية يدعمها الغرب مقرها في عمان. ويأوي المخيم في الغالب عائلات هؤلاء المقاتلين. ويوجد بهذا الشريط القاحل القريب من نقطة التقاء الحدود العراقية والسورية والأردنية مخيمان رئيسيان يقطنهما ما لا يقل عن 60 ألف شخص تقطعت بهم السبل هناك منذ فرارهم من شرق ووسط سورية. وتحظر السلطات الأردنية دخولهم البلاد لأسباب أمنية. وأعلن الأردن الحدود منطقة عسكرية مغلقة بعدما قاد مفجر انتحاري يعتقد انه ينتمي ل"داعش" سيارته الشهر الماضي من الجانب السوري من الحدود قرب أحد المخيمين ليقتحم بها قاعدة عسكرية أردنية ما أسفر عن مقتل سبعة من أفراد حرس الحدود . وقال عمال إغاثة ولاجئون الشهر الماضي إن اللاجئين يعانون من نفاد المواد الغذائية منذ أن أغلق الجيش الأردني المنطقة.