في العادة، لا يستطيع بعض الإعلام وأحياناً بعض الجمهور تصديق أن هناك علاقة صداقة «بريئة» بين نجم ونجمة في ميدان فني واحد، أو في ميادين فنية مختلفة. ما اجتمع فنان وفنانة «إلاّ وكان الشيطان ثالثهما»، على ما يعتقد المُتحسِّسُون من حياة الفنانين الخاصة التي تملأ الأسماع والأبصار، خصوصاً في السنوات الأخيرة حيث يلعب «الفضاء» التلفزيوني لعبته في تزويج هذا وتلك، وتطليق هذه وذاك، وتكريس صورة عاطفية إيجابية عن فنان ما وفنانة يمكن أن يسهرا معاً في مكان عام أو يخرجا معاً في زيارة، أو حتى أن يتشاركا في إحياء حفلة غنائية، أو ترويج صورة عاطفية «سلبية» عن فنانين اثنين لم يلتقيا منذ مدة مثلاً بعدما كانا يلتقيان دائماً أو أحياناً، والصُّور الفوتوغرافية أو اللقطات التلفزيونية تلاحقهما... هذه «القواعد» تحكم حالياً علاقة النجمين الغنائيين وائل كفوري وأليسا. ثمة صداقة قوية بينهما يتحدثان عنها في كل مكان، ويُسألان عنها في كل وقت منذ سنة تقريباً. والأجوبة التي تصدر منهما تضع الأمر في نطاق رفقة الطريق من «استديو الفن» منتصف التسعينات حين انطلقا معاً من البرنامج، الى الآن مع اشتداد مستوى العلاقة (أي الصداقة) أخيراً، ولا أي شيء آخر. أحياناً قيل إنهما قاب قوسين أو أدنى من الارتباط «الأبدي»، وأحياناً قيل أنهما لا يزالان في أول العلاقة ولا يجوز القول من الآن ما إذا كانت ستنتهي بالزواج، وأحياناً قليلة قيل أنهما صديقان، لا غير. وإذا تمَّ البحث الجدي في كلامهما، فإن المعنى الذي يمكن استخلاصه هو أنهما مُتحابّان من دون أن يكون ذلك حُباً حقيقياً، بمعنى أن هناك «وحدة حال» رقيقة تجعلهما متفاهمين على الصداقة القوية. قد لا يكون في كلام وائل كفوري وأليسا عن علاقتهما المميّزة ما يسدّ نَهَم الباحثين عن «سكوب» في أي كلمة تقال منهما أو حتى في أي إشارة، إلاّ أن ما ينبغي الالتفات إليه إيجاباً هو أن كفوري وأليسا هما أول نجميْن يعترفان بالصداقة القوية التي لا مُرادف لها في حسابات بعض الجمهور وبعض الإعلام إلاَّ الحبّ، والحب-الحب لا الحب-الصداقة. وهما أول فنانيْن صديقيْن (رجل وامرأة) لا يخجلان من الاعتراف بأنهما مرتبطان معاً، ولكن ليس الارتباط بمعناه «الزوجي» أو «الغرامي» بل الارتباط بمعناه الذي يُوحِّد بين مزاجيهما والميزان النفسي الذي يحكمهما. ثمة سعادة في تعبيرات أليسا عن وائل، وتعبيرات وائل عن أليسا، للإعلام. ومع أن الاثنين يبذلان جهداً واضحاً من أجل وضع الأمور في نصابٍ طبيعي أي أن لا وجود لما يدعو الى «الشك» بالحب، إلاّ أن أحداً من «السامعين» لا يريد أن يصدّق أن تلك التعبيرات خالية من دسم العاطفة وحرارة المشاعر الغرامية. ربما تلك السعادة التي يظهرانها هي السبب المباشر لإلقاء «أفكار» بين الناس. وإذا أرادوا أن تنطفئ «السيرة» فما عليهما إلا التخلي عن السعادة البادية على وجهيهما أو الكفّ عن الظهور أمام الكاميرات... وهذا غير وارد عندهما لأنهما غير معنيّين بالإشاعات ولا بالأفكار الشعبية الجاهزة ولا بأي تحليل ما ورائيّ! في مواقف وائل كفوري وأليسا، حتى الآن، ما يُشير الى أن بعض نجوم الفنّ عندنا قد بلغوا سنّ الرشد، وباتوا لا يخجلون من أن يكونوا أصدقاء (أو أحباءْ!) من دون أن يكون «الرقيب» فوق رأسيهما. أما بعض الإعلام، فإنه كالعادة يحشر أنفه في أضيق الدروب. وسواء كان بين وائل وأليسا حبّ أو صداقة أو حتى مشروع زواج، أليس من الأفضل حتى الآن الاكتفاء «بمنظرهما» الجميل معاً، الى أن يقرّرا غير ذلك؟ ثم أليس هذا من الحريات الشخصية يا إخوان؟