يومان فقط كانا كافيين لإرباك القيادة الإيرانية، بعد أن تمكنت المعارضة من حشد أكثر من 100 ألف مشارك من مختلف بقاع العالم في باريس. ومع أن احتفال المعارضة الإيرانية السنوي ظل شاحباً، إلا أن هذا العام استعاد وهجه بعد أن غدا التدخل الإيراني في كل شؤون المنطقة، فوق المعتاد، ما استقطب للمناسبة أطرافاً ظلت تنأى بنفسها عقوداً عن دعم النشاط السياسي المناوئ لطهران. (للمزيد). وشهد المؤتمر الذي حضره ديبلوماسيون ومسؤولون برلمانيون من مختلف دول العالم مداخلات وكلمات فضحت الأنشطة الإيرانية في المنطقة ودعمها للإرهاب، ما دفع الساسة الإيرانيين للرد بهجوم مضاد على ذلك الإجماع بتصريحات بدا عليها الارتباك، إذ حاولت الاستخفاف بالمعارضة خشية تأثر الداخل الإيراني وهاجمة المشاركين فيه. وقالت الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية مريم رجوي: «إن تدخلات النظام الإيراني في المنطقة غير متأتية من موقع القوة، وإنما ناجمة عن أزماته وضعفه البنيوي، وداعش هو حصيلة قمع الشعب العراقي من المالكي والشعب السوري على يد بشار الأسد بتوجيه مباشر من النظام الإيراني». وأكدت أن «الألم المشترك لجميع دول المنطقة هو تصدير التطرف وتأسيس مجموعات ميليشياوية والاحتلال من النظام الإيراني، عشرات المجموعات الميليشياوية العراقية وحزب الشيطان وعناصر أفغانية وباكستانية ويمنية تشكل وقوداً حربياً فرضه النظام الإيراني على الدول العربية». وفي وقت يرى فيه محللون عرب أن مناهضة النظام الايراني ينبغي أن تبدأ بمساندة حق الشعب الأحوازي في تقرير مصيره، قالت رجوي إن «من المهم الآن إسقاط النظام، ومن ثم التفكير في إعطاء الشعوب غير الفارسية ومنها الأحواز حقوقها». بدورها، أبدت شخصيات أحوازية ارتياحها لدعم سقوط النظام في إيران، مؤكدةً في الوقت نفسه ضرورة دعم استقلال شعب الأحواز، ووضوح الرؤية لدى منظمة مجاهدي خلق تجاه هذه المسألة. وأكد المعارض الأحوازي علي الأحوازي أن العرب استيقظوا أخيراً بعد «عاصفة الحزم»، التي قطعت «أذناب إيران» في اليمن وغيرها، ونشَّطت عقول العرب الناعسة والناعمة، وحان وقت التصحيح الذي انتظره الأحوازيون العرب سنين طويلة.