كشف المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن التحقيقات الأولية المتعلقة بتفجيرات الاثنين الماضي أكدت أن هناك ارتباطاً بين العمليات الثلاث التي وقعت في جدةوالقطيفوالمدينةالمنورة، وأن مادة «النيتروجلسرين» المتفجرة استخدمت فيها جميعاً، لكن لا يزال أمام المتخصصين في المتفجرات بعض الوقت للكشف عن التفاصيل النهائية، مشيراً في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية إلى أن العمل جار لاستيضاح التواصل بين منفذيها. وأظهرت التفجيرات الثلاثة التي تعرّضت لها السعودية في أواخر الشهر الكريم تناقضات ووهناً في التنظيمات الإرهابية لتكون محاولة استهداف المسجد النبوي دليلاً جلياً يكشف عن هويتها وغياب عقول المنتمين لها، ففي الوقت الذي نفّذ الإرهابي نائر البلوي عمليته الإرهابية على بّعد أمتارٍ من مسجد رسول الله وقبره الشريف، أثبتت سجلات وزارة الداخلية توقيفه في وقت سابق بتهمة تعاطي المخدرات، فيما أعلنت الوزارة أن أحد منفذي تفجير القطيف (شرق البلاد) سبق توقيفه في تجمعات غوغائية عرفت في وقت سابق ب«فكوا العاني» كانت تُطالب بالإفراج عن موقوفين في قضايا أمنية. ويفضح سلوك إرهابيي التنظيم كذبه في ما يتعلق باستخدام الدين شماعة يعلقون عليها أعمالهم، ففي وقت قتل اثنان منهم والدتهما بحجة الإسلام، يأتي آخر ليفجّر نفسه بجوار قبر رسول الإسلام، ما يشير بحسب المحللين إلى وجود أياد تخريبية تحمل أجندات سياسية تتخذ من الدين ستاراً. وجددت الداخلية السعودية نجاحاتها المتوالية في التصدي للتنظيمات المتطرفة والمنتمين لها لتعلن بعد نحو 72 ساعة من العمليات الإرهابية التي نفذها 5 انتحاريين في ثلاث مدن سعودية القبض على 19 شخصاً (7 سعوديين و12 باكستانياً) لارتباطهم بتلك العمليات. كما تضمن إعلان الوزارة الكشف عن هويات الأشخاص المنفذين للعمليات التي هزّت العالم بأسره، وأحدث ردود أفعال دولية وإسلامية على نطاق واسع، بيد أن تلك العمليات لم تزد السعوديين إلا تماسكاً ووحدة، بدأت أولى علاماتها بزيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وأمير منطقة المدينةالمنورة فيصل بن سلمان لرجال الأمن المصابين للاطمئنان عليهم، ولقاء أهالي الشهداء لتقديم التعازي لهم، جاء ذلك متسقاً مع ما ذكره سلطان المولد شقيق الشهيد محمد الذي غدرت به يد الإرهاب في عملية المدينةالمنورة، إذ أكّد في حديث ل«الحياة» أن «أخاه انتقل إلى جوار ربه وهو ينصر دينه، وأن ذلك شرف كبير لأسرته، وتسجيل اسمه في قائمة الأبطال الذين خدموا دينهم ثم وطنهم ومليكهم، وهو فخر له ولنا جميعاً». فيما أوضح نويفع الحربي شقيق الشهيد عبدالمجيد ل«الحياة» أنه تلقى خبر استشهاد شقيقه وهو في ميدان الشرف، دفاعاً عن الوطن، ولحماية مسجد رسول الله. وفي سياق متصل، أكّد خبير استراتيجية مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية العميد بسام عطية أن ما حدث في المدينةالمنورة يشير إلى الجهة التي برعت وتخصصت في هذا الأمر باستهداف الأراضي المقدسة والمستفيدة من ذلك وهي إيران الداعمة منذ أربعة عقود لتلك المحاولات، مبيّناً أنه تم تجاوز محاولات التشكيك في مقدرة المملكة على حماية الحرمين الشريفين وموسم الحج والعمرة، وقال: «ذلك يعيدنا إلى أحد العناوين الهزيلة البالية، وهي أن السعودية غير قادرة على إدارة الحرمين أو موسم الحج والعمرة، حتى المشككون والمرجفون في هذا الأمر تجاوزوه، ولم تعد له قيمة، ولم يعد يتصدر أولوياتهم»، مجدداً التأكيد على امتلاك قوات الأمن السعودية منظومة متكاملة من قواعد المعلومات تمكنها من التصدي بكل حزم وسرعة لتلك التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت ليل أول من أمس القبض على 19 شخصاً لارتباطهم بالأحداث الإرهابية التي وقعت في كل من جدةوالقطيفوالمدينةالمنورة الإثنين، وصرّح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه عند اعتراض رجال الأمن لأحد الأشخاص إثر اشتباههم به خلال توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم مواقف لسيارات الزوار، باغتهم بتفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه، نتج منه استشهاد كل من الجندي محمد المولد، والجندي هاني الصبحي، والجندي عبدالمجيد الحربي، والجندي عبدالرحمن الجهني، وكشفت التحقيقات وإجراءات التثبت من هوية منفذ الجريمة الإرهابية عند المسجد النبوي أنه نائر النجيدي البلوي (سعودي) يبلغ من العُمر 26 عاماً ولديه سابقة تعاطي مخدرات، فيما اتضح أن منفذي التفجير الإرهابي بمحافظة القطيف عبدالرحمن العِمِر 23 عاماً ممن سبق توقيفهم عام 1435ه لمشاركته في تجمعات غوغائية تنادي بإطلاق سراح الموقوفين في قضايا إرهابية، وإبراهيم العِمِر البالغ 20 عاماً، وعبدالكريم الحسِنِي 20 عاماً، وجميعهم لم يستخرجوا بطاقات الهوية الوطنية.