أعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون أمس إنشاء «المجلس الثقافي للإنماء من أجل المتوسط» الذي سيتولى تنفيذ مشاريع ثقافية بين دول البحر الأبيض المتوسط، لترسيخ وجود الاتحاد الذي أطلق في تموز (يوليو) الماضي في باريس. وقال فيون في كلمة ألقاها خلال احتفال أقيم في مقر رئاسة الحكومة الفرنسية، أنه بإعلانه تشكيل هذا المجلس الذي أسندت رئاسته الى الوزير السابق رونو موزولييه «يسودني انطباع بأنني أشارككم في مغامرة سياسية فريدة»، موضحاً أنه يصف «هذه المغامرة بالسياسية لأن طريق الإنماء لن يفتح من دون رغبتنا في تغيير مجرى الأمور». وتساءل إن كان الاتحاد من أجل المتوسط سيشهد النجاح الذي يشهده الاتحاد الأوروبي، لافتاً الى أن أوروبا بعد سنوات من المواجهات والصراعات «بنت وحدتها استناداً الى الوحدة الاقتصادية». واعترف فيون بالعراقيل السياسية والجغرافية - السياسية التي أبطأت الاتحاد خلال الأشهر الأخيرة. وعلى رغم التباين السياسي والديني القائم في حوض المتوسط، فإن المجلس سيضع الثقافة في صلب المشروع المتوسط. وأوضح موزولييه في كلمته خلال الاحتفال أن المجلس الذي يترأسه سيعمل على تشجيع كل المبادرات الخاصة والعامة التي تهدف الى تطوير البعد الثقافي لسياسة فرنسا المتوسطية، في اطار الاتحاد. وقال إن المجلس سيتولى أيضاً تحقيق الانسجام بين النشاطات الثقافية الفرنسية المختلفة وتعبئة القوى الحية في حوض المتوسط، وإشراكها في مشروع «مارسيليا عاصمة أوروبية للثقافة» سنة 2013. وعرض موزولييه أسماء الشخصيات المتوسطية التي تتكون منها اللجنة الاستراتيجية للمجلس، وهي 21 شخصية من ضفتي المتوسط، من بينها عن الضفة الجنوبية، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية ايلي عساف، ورئيس مركز التحديث الصناعي المصري أدهم نديم ومدير مكتبة الاسكندرية اسماعيل سراج الدين وعميدة كلية الفنون المسرحية في دمشق حنان قصاب حسن.