لا تتعدى كمية الملح التي يحتاج إليها الشخص السليم يومياً ملعقة صغيرة، في مقابل نصف ملعقة للمصابين بارتفاع في ضغط الدم. وفي إمكان الإنسان أن يؤمن الكمية المطلوبة من خلال الأطعمة المختلفة التي يتم استهلاكها من دون حاجة إلى رش الطعام بأي كمية من الملح. يظن معظم الناس أن الملح الذي نستهلكه هو ذاك الذي نرشه على الطعام من الملاحة، وهذا غير صحيح، فالملح يوجد بغزارة في أطعمة كثيرة متواجدة يومياً أو في شكل شبه يومي على موائدنا من دون أن يحسب لها أي حساب، فتكون النتيجة زيادة نسبة الصوديوم في الدم ما يسبب احتباس السوائل في الجسم وشح في البول يفضيان إلى مشكلات وعائية وقلبية وكلوية ورئوية ودماغية. ونعرض في ما يأتي أشهر الأغذية التي صنفتها جمعية القلب الأميركية بأنها الأكثر خطورة على الصحة: 1- المخبوزات والمقرمشات، وتحتوي هذه على مزيج من الملح والسكر بنسبة عالية. وقطعة واحدة من الخبز تزود الجسم بنحو 15 في المئة من حاجته اليومية من الملح. 2- السندويتشات الجاهزة، فالأنواع المختلفة منها تضم مقادير مرتفعة من الملح تصل إلى ما يقارب 1500 ميلليغرام. 3- الحساء، ويعتبره الناس غذاء صحياً بامتياز ناسين أن متوسط كمية الملح الموجودة فيه يمكن أن تصل إلى 1000 ميلليغرام. 4- الدواجن، إن بعض طرق الطهو التي يعد فيها الدجاج تجعل منه غذاءً مدججاً بالملح ما يجعله يشكل خطراً على آكليه. 5- البيتزا، إن شريحة واحدة من البيتزا تحتوي على أكثر من 700 ميلليغرام من الملح، ناهيكم عن الدهون والكوليسترول والسعرات الحرارية الكثيرة. 6- اللحوم الباردة الجاهزة، إذ يستخدم الملح بغزارة في هذه الأطعمة التي يشيع استهلاكها بين الذين يظنون أنها أطعمة صحية ناسين ما يمكن أن تحمله معها من مقادير كبيرة من الملح تشكل خطراً على حياتهم. ويمكن إضافة أغذية أخرى إلى قائمة الجمعية القلبية الأميركية مثل الجبن، فهو يعد من أكثر المنتجات التي ترفد الجسم بالملح، بل إن الغرام الواحد من بعض الأجبان، مثل الروكفورت والحلوم والفيتا، يحتوي على كمية من الملح تفوق المقدار ذاته من ماء البحر. ولهذا فعلى محبي الأجبان أن يتحولوا صوب أنواع تتميز بقلة الملح فيها كي ينعموا بصحة أفضل. ولا يجب نسيان مكعبات المرق وما يشبهها، فهي تشكل مصدراً غنياً بالملح، ففي كل مكعب يوجد ما يقارب 1200 ميلليغرام من الملح، وهي لوحدها تشكل نصف حاجة الشخص اليومية. ومن الأغذية التي تزخر بالملح هناك المخللات، والمكسرات، والزيتون، وصلصات الصويا والكاتشب والخردل وغيرها. ولا يقتصر ضرر الملح على الكبار فقط، بل إن الصغار لا يسلمون من شره، وفي هذا الإطار، كشفت دراسة نشرها باحثون من جامعة وايومينج الأميركية أن اعتماد الأطفال على الوجبات الجاهزة الغنية بالملح يمكن أن يقود إلى تأخير البلوغ وبالتالي إلى التأثير على القدرة الإنجابية... فتباً للملح.