توصي منظمة الصحة العالمية بتناول كمية يومية من الملح تبلغ 1200 ميلليغرام، لكن الاستطلاعات الميدانية تشير الى أن الشخص يتناول يومياً من الملح ما يعادل 3500 ميلليغرام، وهي كمية هائلة تترتب عليها عواقب خطيرة تبدو جليّة على القلب والدماغ والأوعية الدموية. وخفض استهلاك الملح لا يجب أن يقتصر على الكبار وحسب، بل يجب أن يشمل المراهقين أيضاً، فوفق بيانات قدمتها الباحثة في علم الأمراض الدكتورة كريستين بيينزو دومينغو، خلال اجتماع لجمعية القلب الأميركية في شيكاغو السنة الماضية، فإن الفوائد التي يتم تحقيقها من خفض استهلاك الملح مع مرور الوقت وبلوغ المراهق عتبة الخمسين من العمر، تتمثل في انخفاض الإصابة بأمراض الشرايين التاجية بنسبة تراوح بين 7 و12 في المئة، وانخفاض في الأزمات القلبية بنسبة تراوح بين 8 و14 في المئة، وهبوط في الجلطات الدماغية بنسبة 5 الى 8 في المئة. كما بينت دراسة أميركية حديثة، أن تناول الملح والأطعمة المملحة يسرّع شيخوخة الخلايا لدى المراهقين، خصوصاً الذين يعانون من البدانة، من هنا أكد قائد الدراسة الباحث هاي دونغ تشو، أستاذ طب الأطفال في كلية طب فرجينيا، أهمية الدور الذي يلعبه الأهل في مساعدة الأبناء في التقليل من أخطار استهلاك كميات الملح الزائدة، عبر طهو الوجبات في المنزل بدلاً من الاستعانة بالوجبات الجاهزة التي تزخر بالكثير من الملح، وحضّهم أيضاً على تناول الفواكه والخضروات الطازجة عوضاً عن رقائق البطاطا. يظن كثر أن مصدر الملح هو الملاحات التي نتكرّم في رشّ محتواها على الوجبات فقط، لكن هذا غير صحيح، فهناك مصادر خفية مثل المخبوزات والأطعمة المصنعة والأجبان والألبان والمشروبات الغازية، التي تحتوي بين ثناياها على كميات هائلة من الملح، وتعتبر البيتزا من أكثر المصادر التي تضخّ الملح في أجسام المراهقين.