دياربكر - أ ف ب، رويترز- قُتل سبعة جنود أتراك في هجومين شنهما متمردون أكراد على وحدة عسكرية تركية قرب الحدود مع العراق، بحسب مصادر عسكرية. جاء ذلك فيما أعلن وفد السلام الذي أرسله «حزب العمال» الى تركيا، فشل مهمته. وأضافت هذه المصادر أن الوحدة المتمركزة قرب بلدة تشوكورجا ضمن اجراءات تعزيز القوات بعد التصعيد في أعمال العنف منذ حزيران (يونيو) الماضي، تعرضت ليل أول من أمس إلى هجوم شنه متمردون من «حزب العمال الكردستاني». وأوضحت المصادر ذاتها أن ستة جنود قُتلوا وأُصيب آخرون في مواجهات تلت الهجوم. ولم يُعرف بعد ما إذا سُجلت اصابات في صفوف «حزب العمال الكردستاني». وتابعت أن القوات التركية تواصل عمليات مطاردة المتمردين بمؤازرة طائرات مروحية. وقال ناطق باسم «حزب العمال الكردستاني» من شمال العراق إن متمردين قتلوا أكثر من 30 جندياً تركياً في مكمن وأصابوا كثيرين آخرين. وأضاف أنهم استولوا أيضاً على مخابئ اسلحة. وقالت مصادر أمنية إن جندياً تركياً قُتل في هجوم منفصل يوم أمس بعدما أطلقت وحدته النار على مجموعة من المسلحين في اقليم فان. ويشن «حزب العمال الكردستاني» هجمات على القوات التركية في شكل شبه يومي منذ اعلان زعيمه المعتقل في تركيا عبدالله أوجلان في أيار (مايو) التخلي عن بذل أي جهود للحوار مع أنقرة. ويعتبر «حزب العمال الكردستاني» الذي يقاتل دفاعاً عن حقوق أكراد تركيا منذ عام 1984، منظمة ارهابية في تركيا وعدد من الدول الأخرى. وأسفر النزاع عن سقوط ما لا يقل عن 45 ألف قتيل. من جهة ثانية، بحث وفد من بعثة الأممالمتحدة في العراق (يونامي) مع وزير «البيشمركة» في حكومة اقليم كردستان العراق في الأوضاع الميدانية على الحدود العراقية - التركية. وذكر الأمين العام للوزارة جبار ياور أن القصف التركي ما زال مستمراً، نافياً وجود أية حشود ملحوظة على الحدود. وقال ياور في تصريح الى «الحياة» إن «القصف المدفعي والجوي التركي ما زال مستمراً على القرى والمناطق الحدودية داخل اقليم كردستان العراق». وأضاف: «لم تصل على حد علمنا أية أنباء عن وجود حشود عسكرية من الجانب التركي على الحدود في شكل ملحوظ، لكن القصف ما زال مستمراً». وبحث وزير «البيشمركة» في حكومة اقليم كردستان العراق شيخ جعفر شيخ مصطفى مع وفد من بعثة الأممالمتحدة في العراق (يونامي)، في الأوضاع الميدانية على الحدود العراقية - التركية. وخلال اللقاء الذي حضره اللواء جبار ياور من الوزارة وجيفري ألن منسق البعثة في الاقليم والمنسق الامني والعسكري لبعثة الاممالمتحدة في العراق، بحث الطرفان في الأوضاع على الحدود. وأعرب الجانبان في بيان عن استنكارهما القصف الذي يطاول القرى والمناطق الحدودية داخل اقليم كردستان، وأدى الى تهجير عائلات تلك المناطق والحاق أضرار بالأرواح والممتلكات. وشددوا على ضرورة انهاء الاعمال العسكرية، وأن تراعي كل من تركيا وايران المبادئ الانسانية في عدم تهجير العائلات الآمنة. وكان ستة جنود أتراك لقوا حتفهم وأُصيب آخرون بجروح مختلفة خلال اشتباكات مع عناصر «حزب العمال الكردستاني» جنوب تركيا. وعلى صعيد متصل، نقلت وكالة أنباء «فرات» التركية القريبة من «حزب العمال» أن أعضاء «وفد السلام» من الأكراد الذي كانوا توجهوا الى تركيا في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2009 في محاولة لفتح حوار مع الحكومة التركية في خصوص الصراع مع «حزب العمال الكردستاني» «فشلوا في مهمتهم بسبب عدم مقابلة أنقرة جهودهم بالمثل». وذكرت الوكالة أن أعضاء المجموعة وعددهم 34، وهم من عناصر «الحزب» ومؤيديه كانوا عبروا الى الحدود التركية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بتوجيه من «حزب العمال» في محاولة لفتح باب الحوار مع أنقرة من أجل فض النزاع المسلح والتوصل الى حلول سياسية. لكنهم تعرضوا للملاحقة القضائية بعد أشهر من دخولهم البلاد، واعتُقل عشرة منهم بالفعل في انتظار محاكمتهم. وتابعت الوكالة أن أعضاء المجموعة «مدوا اليد لكنهم لم يقابلوا بالمثل». وأشار وزير العدل التركي عبدالله ارجن في تصريح صحافي الى عدم علمه بدخول المجموعة الى البلاد. وأوضح أنه كان يتمنى أن تبقى المجموعة وتساند الجهود الديبلوماسية التي تبذلها الحكومة التركية من أجل السلام.