استمر حجم الاستثمارات المباشرة يتراجع في العالم خلال 2009 وللسنة الثانية على التوالي، مسجلاً 1040 بليون دولار من 1697 بليوناً في 2008 وبانخفاض 39 في المئة. بحسب إحصاءات منظمة «أونكتاد» التابعة لهيئة الأممالمتحدة، التي تطلق تقارير المناطق والبلدان غداً، في أنحاء العالم بحسب موقعها الإلكتروني. وذكر تقرير «انكتاد» أن الاستثمارات الخارجية نحو أفريقيا تراجعت 36 في المئة. وشهدت في اتجاه آسيا، العام الماضي، أسوأ هبوط منذ أزمة المال الآسيوية في تسعينات القرن الماضي، وكان الهبوط على اتساع المنطقة بنسبة 32 في المئة بعد 6 سنوات متتالية من النمو. وتظهر إحصاءات أولية أنها انخفضت 42 في المئة نحو أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي فاقدةً 86 بليون دولار. وكانت الدول الست الأولى في تلقي الاستثمارات الخارجية الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وروسيا وهولندا وهونغ كونغ (الصين)، على رغم انها شهدت انخفاضاً في معدلات الاستثمارات المباشرة الخارجية باستثناء هولندا والصين. وعلى المستوى العربي خفضت أزمة الائتمان العالمية تدفق استثمارات تمويل المشاريع إلى الدول العربية وفي ما بينها بنسبة 37 في المئة، مقارنة مع حجمها في 2008، وتراجع تمويل صفقات الدمج والتملك عبر الحدود بنحو 90 في المئة، لكن «أونكتاد» رصد مؤشرات إيجابية على صعيدي الاقتصاد العالمي الكلي وأرباح الشركات، تعد بانتعاش «معتدل» خلال السنة الحالية وفي المدى المتوسط. ولاحظ «أونكتاد» أن تردي الأوضاع الاقتصادية إقليمياً وعالمياً، وشح الائتمان على المستوى الدولي، خفض من تدفق الاستثمارات في اتجاه الدول العربية من 84 بليون دولار في 2008 إلى 53 بليوناً في 2009. وفي حين تراجعت حصتا الاقتصادات المتقدمة من الاستثمارات المباشرة وتمويل الصفقات بنسبتي 41 و 66 في المئة على التوالي، من 960 إلى 570 بليون دولار، ومن 580 إلى 195 بليوناً، بلغت نسبتا الانخفاض في حصتي الدول النامية 35 و64 في المئة على التوالي، م من 620 إلى 400 بليون ومن 105 إلى 39 بليوناً. وتراجع نصيب الاتحاد الأوروبي من الاستثمارات المباشرة نحو 20، من 500 إلى 357 بليون دولار، ونصيبه من تمويل صفقات الدمج والتملك أكثر من 56 في المئة، من 250 إلى 100 بليون دولار. وانخفضت حصة الولاياتالمتحدة من الاستثمارات المباشرة من 316 بليون دولار في 2008 إلى 136 بليوناً في 2009 متأثرة بجمود النشاط الائتماني في أسواقها ومعظم الاقتصادات المتقدمة الأخرى منذ خريف 2008 ما انعكس على صفقات الدمج والتملك التي انهارت من 227 إلى 40 بليوناً على رغم الصفقة الضخمة التي عقدتها «روش هولدينغ» السويسرية بداية السنة لتملك شركة «جينيتيك أنك» الأميركية بمبلغ 47 بليون دولار. وحافظت الصين على تدفق الاستثمارات المباشرة إليها، فبلغت 90 بليون دولار وضاعفت حصتها من صفقات الدمج والتملك إلى نحو 11 بليون دولار، وخسرت الهند 19 في المئة منخفضة إلى 34 بليون دولار، وتراجعت حصتها من الصفقات 40 في المئة إلى 6 بلايين.