نيو اورليانز – رويترز، أ ف ب - أمرت الحكومة الاميركية «بريتش بتروليوم» (بي بي) امس، بتزويدها معلومات عن «تسرب رصد وثغرات أخرى» قرب بئر النفط التي تسببت ببقعة نفطية في خليج المكسيك شارفت كلفتها على نحو اربعة بلايين دولار. ووجّه المسؤول عن عمليات مكافحة التلوث النفطي في الادارة الادميرال ثاد الن الى مدير المجموعة بوب دادلي كتاباً جاء فيه: «آمركم بتزويدي معلومات خطية للتمكن من فتح صمام الغطاء في اسرع وقت، من دون الإضرار بالبئر، اذا تم تأكيد تسرب الهيدروكربون قربها». ولم يقدّم الن تفاصيل عن «التسرب الذي رصد» ولا عن «الثغرات». وأضاف: «استناداً الى المراقبة الحالية للاختبار بما فيها رصد تسرب على مسافة من البئر، وثغرات غير محددة في اعلاها، فإن مراقبة الأعماق البحرية ترتدي اهمية كبرى خلال فترة الاختبار». ووسط تساؤلات في الولاياتالمتحدة عن موعد انتهاء «الكابوس»، اعلنت «بي بي» ان البئر يمكن ان تبقى مغلقة حتى سدّها في شكل نهائي خلال الاسابيع المقبلة. وهي المرة الاولى التي تتحدث فيها «بي بي» عن امكان إبقاء البئر مغلقة حتى سدّها نهائياً بفضل حفر بئر للتصريف. وكان كل شيء يوحي بأنه سيعاد فتح البئر جزئياً او كلياً بعد اختبارات تستمر لأيام، في انتظار حفر آبار التصريف. وقال مدير الاستثمار في المجموعة داغ ساتلز في مؤتمر صحافي في الدائرة المغلقة: «لا نريد صب مزيد من النفط في الخليج اذا كان ذلك ليس ضرورياً. لدينا أمل كبير، اذا بقيت المؤشرات مشجعة، في مواصلة اختبار المقاومة الى ان يتم سد البئر» وتركها مغلقة. وشككت «بي بي» في بيان لها في ان تكون كميات النفط موضوع الاتهام قد تسربت من البئر، التي اغلقتها الخميس الماضي فتوقف تسرب كمياتٍ كبيرة من النفط في مياه خليج المكسيك للمرة الاولى منذ حصول الكارثة. وتابع ساتلز الذي كان يتحدث في اليوم ال90 للكارثة: ان «البئر بقيت مغلقة واستمر الضغط في الارتفاع ببطء»، وهو «اشارة جيدة جداً». وتواصل «بريتش بتروليوم» العمل على حفر بئرين للتصريف يفترض ان يعترضا البئر الرئيسة على عمق كيلومترات تحت الارض، ويسمحا بوقفها نهائياً عبر إغلاقها بالإسمنت. ويمكن النفط العالق في البئر المغلقة، أن يحدث ثغرات فيها وينتشر مجدداً في الخليج، ما يشكل الهم الاكبر لخبراء «بي بي» والسلطات الاميركية. وكان الن صرح مساء الاحد بقوله: «نريد تجنب اي ضرر قد يؤدي الى تسرب نعجز عن السيطرة عليه في اعماق المحيط». وأعلنت «بريتش بتروليوم» أمس ان كلفة بقعة النفط في خليج المكسيك بلغت 3,95 بليون دولار. وتشمل مدفوعات أمّنتها المجموعة لاحتواء النفط وسحبه وحفر آبار الطوارئ الى مبالغ دفعت الى الولايات المطلة على خليج المكسيك والسلطات الفيديرالية، بحسب بيان مفصل اصدرته. وقالت بريتش بتروليوم في بيانها انها دفعت 207 ملايين دولار لتغطية اكثر من 67 الف و500 طلب للتعويض. وذكرت انها وافقت على إنشاء صندوق بقيمة 20 بليون دولار يخصص للتعويض عن ضحايا بقعة النفط. وأشارت الى ان الوقت لا يزال مبكراً لتحديد الكلفة النهائية.