لندن، كابول - أ ف ب، رويترز - أكد الجندي الافغاني طالب حسين الذي قتل رمياً بالرصاص ثلاثة عسكريين بريطانيين في ولاية هلمند (جنوب) الثلثاء الماضي، انه نفذ عمليته بمفرده للتعبير عن غضبه من سلوك البريطانيين في بلده، معلناً انه لم يجرِ أي اتصال مسبق بحركة «طالبان» او ايران او باكستان ولم يلتحق بصفوف الحركة الا بعد الهجوم. وابلغ حسين (21 سنة) وسيطاً ل «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان القوات البريطانية مسؤولة عن قتل مدنيين واطفال كثيرين، «ما يعني ان وجودهم في البلاد لا يهدف الى إرساء الأمن وإعادة الإعمار». وأوضح انه ينتمي الى اقلية الهزارة الشيعية في البلاد، وعاش بضع سنوات في ايران قبل ان يعود الى افغانستان منذ سنة ويلتحق بالجيش الافغاني. في غضون ذلك، جرح ثلاثة جنود إيطاليين في تبادل للنار مع مقاتلي «طالبان» في منطقة بالا مرغب (غرب). واشارت مصادر طبية الى ان اصابة احدهم خطرة. وقبل ايام من استضافة كابول مؤتمراً للدول المانحة الاثنين والثلثاء المقبلين، تسعى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها باكستان اليوم الى حض إسلام آباد على بذل مزيد من الجهود في مواجهة التمرد المتصاعد لحركة «طالبان»، والذي تسبب في رقم قياسي لعدد الخسائر البشرية للقوات الاجنبية الشهر الماضي. وتعتبر واشنطن إسلام آباد حليفة محورية في مواجهة التشدد الاسلامي، لكنها ايضاً معقل قسم كبير من عناصر «طالبان» الذين يستنزفون قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان اكثر من اي وقت، وفي مقدمهم مسلحي «شبكة حقاني» المقربين من اجهزة الاستخبارات الباكستانية. وستناقش كلينتون ايضاً دور إسلام آباد في «المصالحة» بين بعض المتمردين الافغان وحكومة الرئيس حامد كارزاي، مع العلم ان المبعوث الاميركي الخاص الى باكستانوافغانستان ريتشارد هولبروك وصف الاربعاء الماضي دور إسلام آباد في العملية بأنه «مبهم وغير شفاف». وينتظر المسؤولون الأميركيون إحراز تقدم في خطة كارزاي لكسب مقاتلين من «طالبان» وابعادهم عن ساحة المعارك، واستكشاف فرص لإجراء محادثات مع أعضاء أكبر في الحركة المتشددة من اجل التوصل الى تسوية سياسية للصراع. كما يأملون بأن يوضح مؤتمر كابول الاهداف البعيدة المدى للحرب، خصوصاً على صعيد قدرة الافغان على تحمل مسؤوليات امنية أكبر، تمهيداً لتنفيذ الرئيس الأميركي باراك أوباما وعده بسحب القوات الأميركية من البلاد بحلول تموز (يوليو) 2011.