أجمعت المواقف السياسية في لبنان أمس، على رفض أي فراغ في منصب رئيس الجمهورية على خلفية دخول البلاد في المهلة الدستورية لإجراء الانتخابات الرئاسية، وأهمية البناء على مناخات التهدئة السائدة في البلاد. وقال وزير الثقافة ريمون عريجي إن «النائب سليمان فرنجية يتمنى أن يصل الرئيس القوي إلى سدة رئاسة الجمهورية، المتفاعل مع جيرانه من دون أي مشاكل وأن يكون له الموقف الحازم من العدو إلى حين الوصول إلى خاتمة سعيدة في مفاوضات السلام وتكون لديه إدارة فاعلة ويستطيع أن يؤمن الأمان لأبناء الوطن من مختلف المستويات»، وقال إن «مرشح فرنجية للرئاسة هو العماد ميشال عون على رغم أنه لم يعلن ترشحه». واعتبر وزير المال علي حسن خليل أن «الأولوية الحفاظ على الأمن والاستقرار في الوطن»، منوهاً «بالخطة الأمنية التي شهدها لبنان في أخيراً»، وطالب بأن «تستمر هذه المناخات على أكثر من مستوى». وشدد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس على «ضرورة أن يكون موعد انتخاب رئيس الجمهورية مقدساً وغير قابل للعبث، فرئيس الجمهورية ميزان الدولة». ورأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي سيمون أبي رميا «أن ترشيح رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع لرئاسة الجمهورية كان متوقعاً»، واعتبر أنه موجه إلى «فريقه السياسي، وبالتحديد إلى «تيار المستقبل» حيث يوجد مركز الثقل السياسي داخل هذا الفريق». وأكد في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» أن عون «لن يخوض الاستحقاق الرئاسي في خانة التنافس أو الصراع ضد أحد، فهو بامتياز رجل الوفاق المنشود لما يتمتع به من تاريخ وطني، ولأنه صاحب شخصية رؤيوية، فإما أن يكون الرئيس الوفاقي حامل مسؤولية إنقاذية في هذه المرحلة المصيرية أو لا يكون». وعن «التموضع الجديد» لعون، قال أبي رميا: «له قناعة ثابتة حول أحقية ومشروعية المقاومة ضد إسرائيل، لكن هذا لا يمنع تفهم هواجس كل الشعب اللبناني بمختلف فئاته، خصوصاً في ظل الفتنة في المنطقة المرتكزة على الصراع السني - الشيعي والخوف من تمدد النار السورية إلى الداخل اللبناني». وطالب عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية أنور الخليل الحكومة «بضرورة وضع الانتخابات النيابية كأولوية سياسية، فهي معنية بتأكيد رؤيتها للقانون الانتخابي المقترح والذي يجب أن يكون منسجماً مع الدستور لجهة اعتماد الدوائر الموسعة وضمان صحة التمثيل». أما عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية (حزب الله) علي فياض فرأى أن «الخلافات السياسية لا تحول دون أن نجد فسحة للتعاون في ما بيننا لمواجهة كل القضايا والملفات الكبرى التي يحتاجها هذا الوطن والمواطنون»، مشدداً على وجوب أن «نمضي قدماً في مناخات الانفراج وسياستنا التهدئة وهدفنا الانفراج السياسي والعمل على أن يكون هناك انفراج أمني». وطالب عضو الكتلة المذكورة حسن فضل الله الحكومة وكل القوى السياسية «بأن تعطي الغطاء الكامل للجيش لمواصلة ملاحقة الشبكات الإرهابية التكفيرية ومنعها من القيام بأي عدوان على بلدنا سواء بالسيارات المفخخة أو بإطلاق الصواريخ على بعض المناطق البقاعية». وقال: «نريد للاستحقاق الرئاسي أن ينجز في موعده ونريد انتخاب رئيس وطني للبنان يحمل همه وهم اللبنانيين ويعمل على إعادة جمع شملهم وتوحيد صفوفهم وإدارة البلد في المرحلة المقبلة من أجل تقوية المعادلات الوطنية وعلى رأسها معادلة قوة لبنان في مقاومته، وأن يدير حواراً وطنياً جدياً بين اللبنانيين يؤدي إلى الوصول إلى نتائج مرضية تؤمن للبنان القوة والمنعة والاستقرار والازدهار، وعلى الجميع أن يتعاونوا لانتخاب هذا الرئيس لنفتح صفحة ومرحلة جديدة، وتكون لدينا حكومة وقانون انتخابي جديد تنشأ على أساسه السلطات التي أولاها المجلس النيابي الذي نريده أن يكون مجلساً يمثل اللبنانيين بحق وصدق». وقال: «لا نريد أن نعلق اليوم على من يترشح أو لا يترشح، فالمهم أننا عندما نصل إلى المجلس النيابي وإلى الجلسة المحددة لانتخاب الرئيس نرى هناك من هو الذي سيحوز على ثقة اللبنانيين وثقة المجلس النيابي ومن هو الذي يستطيع أن يدير هذه المرحلة الجديدة». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية نضال طعمة ان «خيارنا كقوى 14 آذار مرهون بقدرة المرشح على إرساء قيم السيادة التي ناضلنا من أجلها والقدرة على التسلح بالواقع الشعبي لوقاية البلد من التجاذبات الخارجية». ورأى عضو الكتلة المذكورة خضر حبيب أن جعجع «جزء لا يتجزأ من قادة 14 آذار وثورة الأرز، لكن هناك مرشحون آخرون لرئاسة الجمهورية كبطرس حرب وروبير غانم والرئيس أمين الجميل».