بينما ساعدت المعونة الغذائية الآنية والمستلزمات الزراعية الضرورية على تفادي أزمةٍ خطرة إثر زلزال هايتي المدمّر، فإن عدم كفاية التمويل للقطاع الزراعي لم ينفكّ يعوِّق الجهود المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي، والنهوض بالإنتاج المحلي للأغذية، وتوفير فرص الدخل في المناطق الريفية بعد ستّة شهور على الكارثة. وأشار منسِّق عمليات الطوارئ وإعادة التأهيل في هايتي الخبير إتيان بيترشميت، نيابةً عن منظمة «فاو»، الى ان «أكثر الاستجابات انصبّت على المدن خلال الأزمة... لكن المجتمع الدولي يجب ألاّ يهمل المناطق الريفية إذا أراد أن تتجاوز الجزيرة الآثار المأسوية التي تعاني منها». وأوضح أن «مزيداً من الاستثمار في الزراعة وتوفير فرص العمل في الريف، ضروري وفي أسرع وقت ممكن، لوقف تدفّق النازحين العائدين إلى العاصمة بورت أوبرانس، ولتعزيز الأمن الغذائي في كل أنحاء البلاد». وسارعت «فاو» بالاشتراك مع وزارة الزراعة الوطنية، بتوزيع مستلزماتٍ زراعية على نحو 72000 أسرة زراعية في المناطق المتضرِّرة. ومَكّنت هذه المساعدات فعلياً أكثر من 360000 شخص من إنتاج موادٍ غذائية واستهلاكها وتسويق الفائض لتغطية نفقات التعليم والرعاية الصحية. وتقود المنظمة مع وزارة الزراعة في هايتي، ما يُعرف باسم «العُنقود الزراعي»، الذي يشكِّل آليّة عملياتية في إطار الأمم المتّحدة لتنسيق جهود إعادة التأهيل الزراعي وتنفيذها في هايتي. وإذ يشتمل «العنقود الزراعي» على أكثر من 170 منظمة غير حكومية ودولية، تخطّط هذه الآليّة لتغطية 80000 أسرة ريفية إضافيّة في غضون موسم الزَراعة الصيفي من خلال تزويدها بالأدوات والأسمدة ومضخّات المياه، والبذور المتفوقة النوعيّة. وتنصب الجهود في إعادة التأهيل الزراعي على عمليات الدعم لإنتاج الأغذية وتسويقها محليّاً في المناطق الريفية، ومساعدة الزراعة في المدن، وإعادة تأهيل الغابات والتحريج، وتنفيذ أنشطة الاستعداد للكوارث، من أجل ايجاد فرص عمل جديدة في المناطق الريفية. وفي وقتٍ يتوقّع خبراء فصلاً من الأعاصير غير الاعتيادية هذا العام، تعمل «فاو» بالتعاون مع «العنقود الزراعي» عن كثب مع وزارة الزراعة الهايتية، وهيئة الحماية المدنية الوطنية... بهدف ضمان استعداد المُزارعين للهَجمة الجوية المقبلة. وتتجِّه المُخططات الحالية إلى إنشاء أرصدةٍ محلية من الأدوات والبذور في المواقع الاستراتيجية المعرَّضة للأعاصير بغية التحرُّك بسرعة إذا دعت الحاجة. وبمساعدةٍ من اليابان وإسبانيا، ثمة 250 طناًً من بذور الذرة الصفراء والفاصوليا، وأكثر من 50000 ألفاً من الأدوات الإضافية، و650 طناًّ من الأسمدة المعدَّة للتخزين في تلك المستودعات.