تترقب الأوساط اليمنية اليوم (الأحد) زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للكويت، في خطوة من المؤمل أن تدفع بالمفاوضات، التي تجرى بين الأطراف اليمنية هناك إلى إيجاد حل سياسي للقضية، التي شارفت على عامها الثاني منذ انقلاب الميليشيات الحوثية وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على الحكومة الشرعية في أيلول (سبتمبر) 2014، تلك المشاورات التي بدأت متعثرة منذ يومها الأول، بعد أن ماطل وفد الانقلاب في الحضور، ثم بدأ مسلسلهم المعتاد في الإثارة والتصعيد مرة، أخرى في مطالب غريبة، وسط محاولات من المبعوث الأممي لاحتواء الأزمة التي افتعلوها. الأمين العام للأمم المتحدة يتوجه إلى الكويت بعد أيام من لقائه ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في نيويورك الأربعاء الماضي. وفي وقت التزم التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بمساندة تسع دول أخرى، بالهدنة التي أقرّتها الأممالمتحدة منذ ما يزيد على شهرين، على رغم توالي الخروق من الميليشيات، سواء داخل الأراضي اليمنية أم على الحدود السعودية، فإن مستشار وزير الدفاع والمتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري أكّد في تصريحات عدة «التزامهم أقصى درجات ضبط النفس»، بعد تكرار استهداف الحدود الجنوبية من البلاد. وشهدت الساحة اليمنية، خلال العامين الماضيين، مآسي ومجازر ترتقي إلى «جرائم حرب» ارتكبها الانقلابيون في حق الشعب اليمني، عدا عمليات تجنيد إجبارية خاصة للأطفال، وعانى عدد من المدن اليمنية الويلات جراء الحصار والقتل الممنهج، والاستهداف بقذائف وصواريخ بطرق عشوائية أودت بحياة آلاف من المدنيين، إضافة إلى مئات الآلاف بين نازح ومشرد، ومعانٍ ويلات الجوع والمرض، إلا أن قلق بان كي مون المستمر لم يجد نتيجة أمام تمرّد تلك الميليشيات التي لا تقرّ أية قوانين أو أعراف دولية، ساعدها في ذلك تخاذل من أعلى سلطة دولية في تطبيق القرار، الذي أصدرته تحت البند 2216، إلا أنه بقي حبيس الأدراج، وسط جلسات للمشاورات في مرحلتين ودولتين مختلفتين لم تُحقق أي تقدم يّذكر، إلا مماطلات من أطراف الانقلاب واستمرار للانتهاكات والخروق. في القضية اليمنية هناك مدن محورية عانت ويلات الانقلاب، وشعب مايزال يرزح تحت ظلم واستبداد وطيش الميليشيات، وقوات تحولت من حامية للأمن إلى الطرف الآخر لتقتل وتنكل وتسبي أبناء شعبها، فما بين حصار محافظة تعز، الذي تجاوز مسمى «الحصار» ليتحول إلى مأساة إنسانية، هناك انتهاكات واعتقالات مستمرة في أطراف عدد من المحافظات؛ كلحج وأبين والبيضاء وعدن ومأرب. وإلى جانب الحصار، تتحرك التنظيمات المتطرفة في جنوب اليمن، من خلال تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت مسؤولين يمنيين أو مناطق حيوية، كان من أبرزها اغتيال محافظ عدن، والكر والفر بين تلك التنظيمات والقوات الموالية للشرعية، مدعومة بقوات التحالف العربي، للاستيلاء على مدن واستعادتها، كما يحدث في محافظة حضرموت (جنوب اليمن) أخيراً.