قال مصدر فرنسي مطلع على لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الأربعاء في الإليزيه أن هولاند قال لضيفه الإيراني: «إن الشهور الأخيرة شهدت حواراً يعطي نوعاً من الأمل بالوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية، لكننا اليوم نواجه مأزقاً مع عودة العمليات العسكرية بقوة، وليس هناك أي تقدم، وهذا يأتي في مصلحة التطرف». وأضاف هولاند، وفق ما قال المصدر، أن الموقف الفرنسي يدعو إلى رحيل بشار الأسد من السلطة في سورية، لكن ذلك ليس شرطاً مسبقاً للمفاوضات ولكن يجب أن يكون نتيجة لها. وتابع المصدر أن ظريف قال أن إيران مع وقف القتال وضمانه ولكن بشرطين: ألا تستفيد المجموعات الأخرى (المعارضة) من وقف إطلاق النار لتعود إلى العمليات العسكرية، وأيضاً يجب التوقف عن تزويد الجميع أسلحةً في سورية بمن في ذلك قوات النظام و «هذا يتطلب مراقبة». وتابع ظريف أن الملاحظ أن الهجمات الأقسى تمت في الفترة القليلة الماضية ما يعني أن شحنات أسلحة وصلت إلى المجموعات المسلحة في الشهور الثلاثة الأخيرة على الأرجح، وأن خرق وقف الأعمال القتالية لم يكن سببه النظام و «لكن الدعم العربي والغربي للمعارضة». وزاد ظريف، وفق ما قال المصدر، أن هناك نقاط توافق بالنسبة إلى سورية مع عدد من الدول، منها الحرص على عدم تفكك سورية أو تقسيمها، وأن تكون هناك حكومة واحدة تتضمن الجميع من دون أن تتشكل على أساس طائفي أو إثني، وأن نظام الحكم ينبغي أن يكون برلمانياً لا فيديرالياً لأن الخيار الأخير يحمل خطر تفكك سورية. وقال ظريف أيضاً أن مجموعة دعم سورية «كبيرة جداً، لذلك ينبغي التفكير في إيجاد صيغة» لضم إيران والأوروبيين إلى آلية إدارة عملها لأن انفراد الولاياتالمتحدة وروسيا بذلك «غير عملي». وعلّق المصدر الفرنسي ل «الحياة» قائلاً أن كلام ظريف يُظهر وجود تخوّف لدى الإيرانيين من خيانة روسية محتملة، مثلما تتخوف فرنسا وشركاؤها من خيانة أميركية في المفاوضات. إلى ذلك، قال المصدر أن الأوضاع ستبقى معطلة بالنسبة إلى المفاوضات والحل السياسي في سورية «حتى تأتي إدارة أميركية» جديدة خلفاً لإدارة باراك أوباما. ونقل المصدر عن هولاند قوله أنه ينبغي استمرار تبادل الآراء مع الإيرانيين حول المواضيع المختلفة، وأنه يستخلص من كلام ظريف أن إيران تريد لعب دور في حل المشاكل وهي مشاكل يرى هولاند أن إيران تساهم في التسبب بها في المنطقة. ولاحظ المصدر أن ظريف اعتمد في حديثه مع الرئيس الفرنسي أسلوباً مسالماً وراغباً في الحوار مع المملكة العربية السعودية، في حين أنه كان أكثر تهجماً على الرياض في حديثه مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت.