أكد وفد جماعة الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق علي صالح، أنهم متمسكون باعتبار «مؤسسة الرئاسة» في مقدمة القضايا الجوهرية التي تعنى بحلها مشاورات الكويت، وجاء إصرار الحوثيين على حل مسألة الرئاسة قبل البحث في أي حل سياسي، رداً على اقتراح خريطة الطريق الذي عرضه المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ على مجلس الأمن الدولي أول من أمس (الثلثاء). وجاء في بيان الحوثيين أن مسألة الرئاسة تشكل «محوراً رئيسياً في المشاورات ترتبط بها بقية القضايا المطروحة، والتي منها تشكيل حكومة وحدة وطنية مع لجنة عسكرية وأمنية وطنية عليا لتنفيذ الترتيبات الأمنية والعسكرية». في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية ورئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالملك المخلافي التأكيد على أن الالتزام بالقرار الأممي 2216 هو الخيار الوحيد أمام الميليشيات إذا أرادت السلام، وأضاف أن «تنفيذ هذا القرار هو الأساس لمشاورات الكويت، والانسحابات وتسليم السلاح وإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه، هو طريق السلام الحقيقي، وما عداه أوهام». ميدانياً، صعدت ميليشيا الحوثيين وقوات صالح عمليات الهجوم والقصف في جبهات تعز ولحج وإب ومأرب ونهم والجوف، وأكدت مصادر الجيش الوطني والمقاومة أن قواتها صدت هجمات عنيفة للحوثيين في الجبهة الغربية من تعز، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المتمردين. وأضافت المصادر أن قوات المتمردين واصلت قصف القرى والمناطق القريبة من قاعدة العند العسكرية شمال محافظة لحج بالتزامن مع محاولات للتقدم عبر أربعة محاور نحو القاعدة الاستراتيجية، وذلك غداة سيطرتها على جبل «جالس» المطل على قاعدة العند، وقالت المصادر إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون جراء القصف على الأحياء السكنية شرق تعز. وكان المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ قال في بيان أمس إنه عبّر لوفد الحوثيين عن «استيائه الشديد» من هجومهم على الجبل وسيطرتهم عليه، واعتبر أنه «تطور خطير يمكن أن يهدد المشاورات برمتها». وقال مصدر في المقاومة ل «الحياة» إنه نتج من قصف الحوثيين للمدنيين والمنازل الآهلة بالسكان بصواريخ الكاتيوشا في مديرية الحزم بمركز محافظة الجوف، مقتل امرأة داخل منزلها، وإصابة أحد أطفالها بجروح خطرة. وصدت المقاومة والجيش الوطني هجوماً لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح على مواقع المقاومة في حمير مقبنة غرب تعز، فيما تعرضت قرى حمير لقصف عنيف من مواقع جماعة الحوثي. وأكد مصدر أن المقاومة والجيش صدا هجوماً ثانياً في الزنوج شمال تعز وأجبرا ميليشيات الحوثي وصالح على الفرار بعد تكبدهم خسائر فادحة، فيما أصيب خمسة مدنيين جراء القصف والهجوم المستمر على مواقع المقاومة. وأشار مصدر في المقاومة إلى أن محمد سنان الذي عينته جماعة الحوثي وصالح مديراً لمديرية مقبنة قام بإيقاف رواتب مدرسي مدرسة الهدى حمير وعدد من التربويين العاملين في بقية مدارس حمير، إضافة إلى موظفين في القطاع الصحي. وفي محافظة إب، أكدت مصادر محلية وشهود قيام الحوثيين وقوات صالح باقتحام قرية «مولة النديش» في مديرية «النادرة» وإعدام سبعة مواطنين بعد اعتقالهم، وتدمير منزل لأحد السكان يُدعى عبدالحميد شحيط، بدعوى ارتباطه بتنظيم «القاعدة». إلى ذلك، أتلفت قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمحافظة حضرموت كمية كبيرة من الألغام والمتفجرات والمفخخات القابلة للتفجير، التي تم ضبطها بعد أن كان تنظيم «القاعدة» زرعها في مواقع عسكرية ومدنية في عاصمة المحافظة بمدينة المكلا. وقال قائد لواء شبام في المكلا العميد سليمان بن غانم ل «الحياة»، إن الفرق الخاصة بالتعامل مع الألغام والمتفجرات من قوات الجيش والتحالف، قامت بإتلاف محتوى ثلاثة تجمعات للألغام والمتفجرات المقدرة بعشرات الأطنان، لافتاً إلى أن هذه المتفجرات كانت تجهز لاستهداف المقار والنقاط العسكرية التابعة للجيش، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مدينة المكلا.