كيف ستكون حياة الناس لو استمرت أشكال التكافل الاجتماعي كما هي في رمضان طوال العام، ولكن للأسف فالمجتمع في رمضان يتذكرون الفقراء والمساكين خلال شهر واحد، لكنهم ينسونهم طوال العام حين تزدهر سفر الطعام وتمطر كسوة العيد على بيوت الأسر المتعففة والفقيرة إلا أنها تغيب 11 شهراً. هذا على صعيد مظاهر التكافل التي ستختفي، وفي المقابل نجد من مظاهر السرف والبذخ الكثير مما لا يحصى، وأبرزها موائد فنادق الخمس نجوم التي تتسابق العائلات نحوها تحت بند «تغيير الجو» بأسعار لا تقل عن 100 دولار للشخص الواحد، ولا نلومهم فالطلب كثيف والأسعار العالية ما هي إلا تعاطٍ مع قانون العرض والطلب، فماذا لو قررت هذه العائلات أن تتنازل عن هذه الوجبة وتقوم بتقديم ثمنها للمحتاجين والفقراء حينها ستكسب هذه العائلة الكثير، أولاً: ستخفف من استهلاكها الغذائي، ثانياً: سيتعلم افراد الأسرة أنهم تخلوا عن الوجبة من أجل مساعدة الآخرين، ثالثاً: يتحقق الهدف المنشود بمساعدة الفقراء والمساكين، لست هنا ضد الفنادق أو أن تتربح فهذا مجال عملها، ولكنني ضد المبالغات التي تتم في هذا الإطار من الجوانب كافة. خطوات كثيرة يجب أن تتبعها الأسر من أجل أن يتعلم أفرادها ويحققوا الهدف الأسمى من شهر الخير شهر رمضان، فكيف لو اجتمعت الأسرة لتقرر كيف ستأكل، بدلاً من أن يكون هناك هذه الكمية الهائلة من المأكولات لتقرر الأسرة بمشاركة جميع الأفراد خفض هذه الوجبة إلى المنتصف، وهو أمر لن يضر أحداً منهم لأن هذا المنتصف في الغالب والمعظم مصيره «الزبالة». على عكس كل التوجيهات التوعوية والتربوية تبقى الأسرة والعائلة والقرار المشترك بين أفرادها أفضل السبل لإيصال الرسالة، وأعتقد أن زمام ذلك بيد «الكبار»، الذين يجب أن تكون لهم «كلمة» تكون نقطة البداية نحو شهر فضيل نتعلم فيه الكثير.