رأى سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري أن «جهات تعمل بكل قواها لتغيير هوية لبنان العربية ورسالته المنفتحة على العالمين العربي والغربي، وإلباسه لبوساً سياسياً وفكرياً غريباً عن تاريخه وتركيبة شعبه»، لافتاً الى «ان المؤسسات التربوية التابعة لجمعية المقاصد الاسلامية في بيروت كما سواها تعتبر خط الدفاع الأول عن هوية لبنان وثقافة أبنائه، ودور هذه المؤسسات لا يقل أهمية عن دور الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية بل يفوقها أهمية. وهنا أهمية دوركم في المحافظة على الانفتاح والاعتدال وتعزيز العيش المشترك وحماية التعددية الفريدة التي تشكل مصدر غنى لكم ولبلدكم». وكان عسيري يتحدث في افطار لجمعية خريجي المقاصد حضره حشد من الشخصيات، وقال: «لعل أكثر ما يحتاج اليه العالم الحديث خلال هذه المرحلة هو الحوار البناء بين الحضارات والثقافات والشعوب والأديان من أجل إيجاد حلول لمشكلات مزمنة أدت الى حروب في كثير من الأحيان والى خسائر بشرية ومادية فادحة. فيما الهدوء والتعقل وقبول الآخر والانطلاق من المبادئ الانسانية المشتركة والتأسيس عليها لتفعيل الحوار يساهم في مد الجسور بين المتباعدين ويقلص الهوة الفكرية بين المجموعات البشرية ويلغي التعصب والغلو والتطرف الأعمى ويخلق آليات جديدة، حضارية، للتواصل بين البشر». وأضاف: «عانينا كمسلمين ولا نزال من سوء تصرف بعض المجموعات الدخيلة على ديننا الحنيف، وتم إلصاق تهم بعيدة كل البعد من رسالة الإسلام السمحاء، ودورنا جميعاً اليوم، وبخاصة المثقفين الذين تمثلون، والمؤسسات التربوية والاجتماعية كجمعية المقاصد وسواها، أن نحارب هذا الفكر الضال ونصحح هذه المفاهيم الخاطئة ونقدم الصورة الحقيقية عن هذا الدين الذي اتسم بعمل الخير والمغفرة والتسامح». وأشار عسيري الى «العلاقات التاريخية التي تربط المملكة بجمعية المقاصد التي تقدم نموذجاً ناصعاً عن العلاقات السعودية - اللبنانية بمستوياتها الانسانية والرسمية والمؤسساتية، فسجل المملكة مع لبنان صفحات محبة وخير، وسجل لبنان مع المملكة صفحات وفاء ومحبة متبادلة. فعلى هذه الأسس الأخوية الصادقة بنيت العلاقات السعودية اللبنانية ولا تزال وستبقى بإذن الله على رغم محاولة البعض الاصطياد في الماء العكر وتشويه هذه الصورة النبيلة التي سهر عليها ورعاها أوفياء في لبنان والمملكة». وإذ نقل عسيري «بمزيد الشرف ومشاعر الغبطة تحيات وتهاني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقيادة المملكة بحلول شهر رمضان المبارك»، قال: «يكفي جمعية المقاصد فخراً أنها قدمت للبنان رجالاً كباراً ساهموا في خط تاريخه الحديث بأحرف من نور أشير من بينهم الى المغفور له الرئيس صائب سلام، والرئيس تمام سلام، أطال الله في عمره، إضافة الى كوكبة من الرجال والسيدات الذين ساهموا، في بناء وطنهم، وكانت لهم أيادٍ بيضاء في الإسهام بنهضة الدول العربية ولا تزال».