أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الولاياتالمتحدة هي «القوة العظمى الوحيدة» في العالم، لكنه رفض «تدخلها» دوماً في شؤون بلاده. ونأى عن «حرب باردة» جديدة مع الغرب، داعياً الى «إعادة الثقة» للعلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي. لكن الاتحاد مدّد العقوبات المفروضة على موسكو، على خلفية ضمّها شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وقال بوتين إن روسيا ستعمل مع الرئيس الأميركي المقبل، أياً يكن. وأضاف خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبورغ: «أميركا قوة عظمى، بل ربما هي الآن القوة العظمى الوحيدة. نقبل ذلك، نريد العمل مع الولاياتالمتحدة ونحن مستعدون لذلك». واستدرك: «العالم يحتاج الى بلد قوي مثل الولاياتالمتحدة، ونحن نحتاجه. لكننا لا نحتاج منهم أن يتدخلوا دوماً في شؤوننا، وأن يملوا علينا كيف نعيش». وكرّر أن المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولاياتالمتحدة دونالد ترامب هو شخصية «متوهجة»، لافتاً الى أنه استخلص من تصريحات ترامب أنه يفضّل استعادة العلاقات الكاملة بين موسكو وواشنطن. وسأل: «ما الخطأ في ذلك»؟ وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لا تريد «حرباً باردة» جديدة مع الغرب، وأنها لا تريد أن تفكّر أنها تنزلق في هذا الاتجاه. وتابع: «أثِق بأن أحداً لا يريد ذلك، ونحن لا نريده». لكنه انتقد توسّع الحلف الأطلسي، وحذر من عواقب إذا واصل الحلف «سياسات أحادية» تجاه موسكو. ودعا الى «إعادة الثقة للعلاقات بين روسيا والاتحاد الاوروبي»، مذكّراً بأن «الاتحاد ما زال، على رغم المشكلات المعروفة في علاقاتنا، شريكاً اقتصادياً وتجارياً اساسياً بالنسبة الى روسيا، ولسنا غافلين عما يحصل لجيراننا وللاقتصاد الأوروبي». وأضاف: «نتذكّر كيف بدأ كل ذلك. روسيا لم تبادر بالتسبّب في انهيار (علاقاتنا) وبالمشكلات والعقوبات. ولكن كما نقول في بلادنا، لا نحمل ضغينة ونحن مستعدون للقيام بخطوة في اتجاه شركائنا الأوروبيين. لكن الأمر لا يمكن ان يتم من طرف واحد». وزاد: «قطاع الأعمال الأوروبي مستعد للعمل مع بلادنا. وعلى الساسة الأوروبيين التحدث الى هذا القطاع، وأن يُظهروا حكمة وبعد نظر ومرونة».