أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الجمعة) برغبة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب في إعادة العلاقات بين واشنطنوموسكو في شكل كامل، ووصفه بأنه شخصية «متوهجة»، مشدداً في الوقت نفسه على أن روسيا لا تريد حرباً باردة جديدة مع الغرب ولا تريد أن تفكر أنها تنزلق في هذا الاتجاه. وصرح بوتين على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ: «أشيد باستعداد ترامب لإعادة العلاقات في شكل كامل بين روسياوالولاياتالمتحدة. لكننا لا نتدخل أبداً في العمليات السياسية الداخلية للدول الأخرى، خصوصا في الولاياتالمتحدة. سنعمل مع الرئيس الذي سينتخبه الشعب الاميركي أياً كان». وأضاف أن ترامب «شخصية متوهجة»، مشيرا إلى تصريحات سبق وأن أدلى بها. وتابع: «قلت إنه شخصية متوهجة. إنه متوهج.. أليس كذلك؟ لم أذكر أي تقييم آخر له». وأشار بوتين أنه استخلص من تصريحات ترامب أنه يفضل استعادة العلاقات الكاملة بين موسكووواشنطن. وتساءل: «ما الخطأ في ذلك؟» وكان بوتين أشاد بقطب الاعمال الأميركي في أواخر كانون الأول (ديسمبر) قائلا إنه «رجل لامع وموهوب». وكان ترامب أعلن في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي أنه «على الأرجح سيتفق كثيراً مع بوتين». وعزا «جزءاً من المشكلة بين اوكرانياوالولاياتالمتحدة إلى كون بوتين لا يحترم الرئيس الأميركي باراك أوباماً ابداً». وأوضح بوتين أيضاً أن بلاده لا تحمل ضغينة للاتحاد الأوروبي وأنها مستعدة للعمل لتحسين العلاقات معه إذ أنه ما زال شريكاً تجارياً أساسياً. وقال بوتين: «نحن لا نحمل ضغينة ومستعدون للقاء شركائنا الأوروبيين في منتصف الطريق. لكنها بالتأكيد لن تكون لعبة باتجاه واحد». وأضاف أن «روسيا لا تريد حرباً باردة جديدة مع الغرب ولا تريد أن تفكر أنها تنزلق في هذا الاتجاه». وتابع: «أنا على ثقة من لا أحد يريد ذلك. قطعا نحن لا نريد ذلك». لكن بوتين انتقد توسع حلف شمال الأطلسي وحذر من أنه ستكون هناك عواقب إذا واصل الحلف ما وصفه بسياسات أحادية الجانب تجاه روسيا. وقال إنه إذا نسق الجانبان الملفات الدفاعية فلن تكون هناك حرب باردة جديدة. وقلّل الرئيس الروسي من شأن الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الغربية المفروضة بسبب الأزمة الأوكرانية وانخفاض أسعار النفط العالمية، ورسم صورة متفائلة لاقتصاد متعاف ومنفتح على العمل مع شركاء أجانب. وجاءت تعليقات بوتين في نفس اليوم الذي أعلن فيه الاتحاد الأوروبي أنه سيمدد العقوبات المفروضة على روسيا بعد ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا العام 2014. وأكّد بوتين أن روسيا تغلبت على الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها أخيراً بنجاح، مشيرا إلى الحد من التضخم وهروب رؤوس الأموال مع الحفاظ على احتياطيات النقد الأجنبي. وشدد على أن «روسيا تمكنت من حل أصعب المشكلات وفي المستقبل القريب نراهن على تجديد النمو (الاقتصادي)». من جهة ثانية أدان بوتين أحداث العنف التي قام بها مثيرو الشغب خلال بطولة أمم اوروبا 2016 لكرة القدم في فرنسا متسائلاً بسخرية: «كيف تمكن 200 مشجع روسي من الاعتداء على الآلاف من المشجعين الإنكليز». وأضاف: «العنف بين المشجعين الروس والإنكليز. انه امر مخزي. أنا لا أفهم كيف أن 200 من أنصارنا كانوا قادرين على ضرب آلاف عدة من المشجعين الانكليز». وتابع أنه «بالنسبة لي، نعطي أهمية أقل لكرة القدم من الاشتباكات بين المشجعين في كأس اوروبا 2016، هذا مؤسف ويؤسفني ذلك».