تواصلت اللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين وسفراء الدول المشاركة في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) وكذلك قائد «يونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، بهدف تطويق ذيول الإشكالات التي حصلت بين القوات الدولية وأهالي بعض القرى. ووضع أسارتا رئيس الجمهورية ميشال سليمان في صورة الأوضاع في الجنوب بعد عودة الأمور إلى طبيعتها. وجدد سليمان التشديد على «أهمية وجود قوات «يونيفيل» ودورها إنفاذاً للقرار 1701»، متمنياً أن «لا تتكرر أي إشكالات في المستقبل». وزار أسارتا رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور مسؤول العلاقات الخارجية لحركة «أمل» طلال الساحلي والمستشار الإعلامي علي حمدان، اضافة الى نائب مدير المخابرات في الجيش العميد عباس ابراهيم. واعتبر بري ان «ما حصل اخيراً تم تجاوزه»، مشدداً على «رفع مستوى التنسيق ما بين يونيفيل والجيش اللبناني، والتعاون مع الأهالي كما كان ذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود». وكان بري طلب من رئيس بلدية تبنين نبيل فواز ان يختصر سفره فعاد صباحاً للمشاركة في اجتماع عقد عصراً في مبنى بلدية البلدة بين قائد «يونيفيل» ووفد من قيادة الجيش وفاعليات ورؤساء بلديات المنطقة. وعقد رئيس الحكومة سعد الحريري أمس سلسلة لقاءات مع سفراء اسبانيا خوان كارلوس غافو، وفرنسا دوني بييتون، وإيطاليا غبريال كيكيا، في حضور مدير مكتبه نادر الحريري والمستشار محمد شطح. وقال كيكيا بعد اللقاء: «كان الموقف واضحاً. فمهمة قوات يونيفيل ستتواصل في أفضل الظروف، ونحن نولي الحكومة ورئيسها الثقة من أجل حل كل المشاكل التي يمكن أن تطرأ في هذا الإطار. كما أننا نرى أن التنسيق ممتاز وفعال بين الدول المشاركة في «يونيفيل» وكذلك بينها وبين الجيش اللبناني، استمعنا إلى وجهة نظر الرئيس الحريري في هذا الإطار، وسنظل على الثوابت ونشدد على ضرورة التنسيق المستمر، الذي سنعمل جميعاً من أجله». وكذلك التقى الحريري وليامز وأسارتا، في حضور شطح والمستشار الأمني العميد غسان بلعة، وجرى عرض للأوضاع في الجنوب وعمل «يونيفيل». وزار وليامز مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله» عمّار الموسوي واستعرض معه «التطورات خصوصاً الحوادث التي حصلت في بعض القرى الجنوبية، والتي تسبّبت بقلق للأهالي»، وفق بيان صادر عن اعلام «حزب الله». وأضاف: «تمّ التوافق على استمرار التواصل لمعالجة الوضع على قاعدة إعادة الأمور إلى طبيعتها، وعلى أساس التنسيق الكامل مع قيادة الجيش اللبناني ووفق منطق القرار 1701». وقال وليامز: «عقدت مع السيد الموسوي اجتماعاً جيداً جداً، ناقشنا خلاله مواضيع عدة وبخاصة مسألة تطبيق القرار 1701 والأحداث الأخيرة في جنوب لبنان». وأضاف: «أعتقد أننا توافقنا في محادثاتنا على أن من المهم الآن المضي قدماً، وينبغي أن لا تتكرر مثل تلك الحوادث». وأوضح وليامز أنه ذاهب الى نيويورك الأسبوع المقبل للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن، و«سأكون مسروراً هناك إن عاد الاستقرار الى الجنوب». وتابع: «أوضح السيد الموسوي أن حزب الله مستمر بالتزام القرار 1701 وشدد على أهمية التعاون بين يونيفيل والجيش اللبناني، وتوافقنا أيضاً على أهمية حرية الحركة ليونيفيل. كان اجتماعاً جيداً». وقدّم وليامز التعازي بوفاة السيد محمد حسين فضل الله «الذي التقيته مرات عدة خلال السنوات الأربع الأخيرة، ووفاته ليست خسارة للمسلمين في لبنان فحسب بل في المنطقة». ووجه أهالي بلدة خربة سلم بياناً الى المسؤولين اللبنانيين، اعربوا فيه عن قلقهم «الشديد حيال الأحداث مع يونيفيل لأن استمرارها قد يعرض السكان الى أخطار لا تحمد عقباها». وقالوا: «نعلن مساندتنا وتفهمنا للمواطنين ذوي النوايا الحسنة الذي عبروا عن سخطهم وغضبهم ضدّ الدخول المتكرر ليونيفيل الى قرانا ما يمس كرامتنا وإحساسنا وأرزاقنا... ونناشد المسؤولين أن يسعوا الى منع أسباب هذه الحوادث الخطيرة من خلال الإعلان المسبق عن مواعيد دوريات القوات الدولية في المنطقة»، شاكرين للجيش «عمله بسرعة ومنعه تعرض المواطنين للخطر».