انتقلت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون إلى مرحلة خوض الحملة ضد منافسها اليميني دونالد ترامب، وأطلقت حملة إعلانية ضخمة في الولايات الحاسمة. وأجرت كلينتون لقاء «ودياً وايجابياً» أمس، مع منافسها على ترشيح الحزب بيرني ساندرز، على أمل تحقيق تقدم في اتجاه توحيد صفوف الحملتين الديموقراطيتين قبل مؤتمر للحزب مقرر في تموز (يوليو) المقبل، لاختيار مرشح للرئاسة. والتقت كلينتون ساندرز في فندق «هيلتون» في العاصمة الأميركية بعد انتهاء التنافس بينهما بفوز الأميركية الأولى ووزيرة الخارجية سابقاً، في واشنطن، آخر محطة للانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديموقراطي. وعكس اللقاء الأول من نوعه بين المرشحين الديموقراطيين والذي استمر ساعتين، تجاوبهما مع دعوات داخل الحزب إلى توحيد الصفوف لمواجهة ترامب. وتحظى الدعوات إلى توحيد الصفوف، بدعم من قيادة الحزب والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أبدى تأييده لكلينتون وأجرى اتصالات تمهيدية في هذا الشأن مع ساندرز. ووصفت تقارير اللقاء بين كلينتون وسيناتور فيرمونت ب «الودي والإيجابي»، فيما أعلنت حملة ساندرز أنه سيوجه رسالة إلى مناصريه فجر الأربعاء- الخميس، يتناول فيها آفاق حملته، في وقت سادت تكهنات بانسحابه لمصلحة منافسته أو استعداده للتعاون معها. ولفت المراقبين، توقف المرشح اليساري الميول عن انتقاد كلينتون، وسط أنباء عن أنه يفاوض لانتزاع تنازلات على صورة ضمانات من منافسته تتعلق بتبنيها بعضاً من مشاريعه، وفي مقدمها تغيير آلية التصويت في الحزب الديموقراطي وإقرار بنود حول حقوق العمال واتخاذ مواقف أكثر إنصافا تجاه الفلسطينيين. ويريد سيناتور فرمونت إدراج تلك النقاط في جدول أعمال المؤتمر الديموقراطي الشهر المقبل، قبل انسحابه بالكامل من السباق ودعم كلينتون رسميا. ونجحت المرشحة الديموقراطية في تسجيل أكبر قفزة في الاستطلاعات في وقت تخبط ترامب في تصريحات معادية للمسلمين والمهاجرين بعد اعتداء أورلاندو. وأظهر استطلاع أجرته شبكة «بلومبرغ» تقدم كلينتون بفارق 12 نقطة على منافسها الجمهوري في وقت تنامت النظرة السلبية إليه لتشمل 70 في المئة من الأميركيين. وأثارت تصريحات ترامب ردود فعل مناهضة بين الجمهوريين، راوحت بين تأكيد القيادة الجمهورية في الكونغرس على لسان زعيم الغالبية بول ريان أنها لا تؤيد موقف المرشح الثري الداعي إلى حظر المسلمين، فيما اعتبر نواب آخرون هذه الدعوة «مناقضة للدستور». وكان مقرراً أن يلتقي ترامب بممثلي لوبي السلاح الأميركي (أن أر أي) للبحث في إمكان تسويق قوانين جديدة تقصر منع بيع الأسلحة على المحظورين من السفر في الولاياتالمتحدة أو المشبوهين بالارتباط بمجموعات إرهابية. وفي وقت يتوجه الرئيس أوباما إلى أورلاندو اليوم للمشاركة في تشييع ضحايا الاعتداء الإرهابي، راهن الديموقراطيون على مواقف مقبولة يدلي بها، فيما بدأت التحضيرات في الحزبين لمؤتمريهما العامين وتنصيب كل من كلينتون وترامب مرشحين رسميين كل لحزبه، وهي العملية التي تستكمل في منتصف تموز (يوليو) بالنسبة إلى الجمهوريين، ونهايته بالنسبة إلى الديموقراطيين. ويأمل اليمين الأميركي بأن يتحسن أداء ترامب قبل ذلك، مع سحب الكثير من الجمهوريين دعمهم للمرشح المثير للجدل.