هدد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي أمس (الثلثاء) "بإشعال النار" في الاتفاق النووي الموقع مع القوى الدولية إذا نكص عنه المرشحون في انتخابات الرئاسة الأميركية. وقال المرشح الجمهوري المفترض للرئاسة الأميركية دونالد ترامب في آب (أغسطس) الماضي إنه سيكون من الصعب التراجع عن الاتفاق لكنه أكد أنه إذا انتخب رئيسا "فسيشدد القيود على إبرام العقود لكيلا يحصلوا على أي فرصة." وإذا انتخب ترامب فيمكن توقع تغير في علاقة إيران مع الولاياتالمتحدة لتصبح أكثر صعوبة على عكس التقارب الذي اتسمت به العلاقة في ظل إدارة الرئيس الديموقراطي باراك أوباما. ونقلت وكالة أنباء رسمية عن خامنئي القول "الجمهورية الإسلامية لن تبادر بانتهاك الاتفاق النووي فلقد أمرنا القرآن بالوفاء بالعهود. لكن إذا تحول التهديد من مرشحي الرئاسة الأمبركية بالقضاء على الاتفاق لشيء عملي فإن الجمهورية الإسلامية ستشعل النيران في الاتفاق". ولم يذكر خامنئي مرشحا بالاسم وقال خلال تعليقات نقلها الإعلام الرسمي خلال الاجتماع مع مسؤولين بارزين بينهم الرئيس حسن روحاني مهندس الاتفاق إنه لا يرى أي فارق بين الديموقراطيين والجمهوريين. وقالت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي أعلن أوباما تأييده لها في الانتخابات العامة المقررة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في خطاب في آذار (مارس) الماضي إن إيران لا تزال تشكل تهديدا لإسرائيل ومن الضروري إخضاعها لمراقبة دقيقة. وشغلت كلينتون منصب وزيرة الخارجية في ولاية أوباما الرئاسية الأولى. وبموجب الاتفاق الذي فرض قيودا على برنامج إيران النووي رفعت الولاياتالمتحدة وأوروبا عقوبات عن طهران في كانون الثاني (يناير) الماضي. لكن بعض العقوبات لا تزال قائمة بينها عقوبات مالية تصيب آمال إيران في العودة للاندماج بالأسواق العالمية بالإحباط. وأشار خامنئي لعدم رفع العقوبات بالكامل حتى الآن وإلى أشياء لم تتمكن البنوك الإيرانية من حلها وقال إن الأموال الإيرانية الموجودة لدى دول أخرى لم تعد. وقال الزعيم الأعلى الإيراني "الاتفاق النووي فيه ثغرات إذا تم سدها فستقلل مساوئه أو تلغيها تماما". وأضاف "البعض يظن أننا قادرون على التعامل مع الأميركيين وحل مشاكلنا. هذه فكرة غير صحيحة.. وهم". وقال خامنئي "إن مسألة الضمانات الخاصة بناقلات النفط لم تحل". وتابع أن إيران أوفت بتعهداتها بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة وإغلاق منشأتي فوردو وآرام النوويتين. وقبل ذلك حضّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولاياتالمتحدة على فعل المزيد لتشجيع البنوك على التعامل مع إيران.