لم تكن مناظرة نُظمت ليل الخميس - الجمعة لعشرة مرشحين جمهوريين، وقبلها مناظرة أصغر لسبعة آخرين، عادية. إذ عدا عن تلاسن شخصي بين المرشحين، خصوصاً البليونير دونالد ترامب وراند بول، كان لدى المرشحين ال17 توافق شبه تام في السياسة الخارجية، على رفض الاتفاق النووي المبرم مع إيران. المناظرة التي بثّتها شبكة «فوكس نيوز»، لأول عشرة مرشحين، سبقتها مناظرة للسبعة الباقين، لمعت خلالها المديرة السابقة لشركة «هيولوت باكارد» كارلي فيورينا، إذ قالت إنها ستجري في اليوم الأول لانتخابها، اتصالين هاتفيين، الأول برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتأكيد الشراكة مع تل أبيب، والثاني بمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لإبلاغه إلغاء الاتفاق النووي. وكان اتفاق فيينا حاضراً في المناظرة الأكبر، اذ أكد المرشحون جيب بوش وماركو روبيو ودونالد ترامب وبول وكريس كريستي، معارضتهم له. كما قال حاكم ولاية ويسكونسن سكوت والكر: «إضافة إلى رفض الاتفاق الإيراني، سأعيد الانخراط مع حلفائنا» في الشرق الأوسط. ونبّه إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما دولتان «صديقتان تشعران بتهديد، بسبب انسحابنا من المنطقة». وكان تنظيم «داعش» حاضراً أيضاً خلال المناظرة، اذ تعهد المرشحون تصعيد الضربات الجوية على مسلحيه ومراكزه، كما أعلن المرشح ليندسي غراهام أنه سيأخذ كل التدابير، بينها إشراك قوات برية، لهزيمة التنظيم. ونظراً إلى كثرة المرشحين في الجولة الأولى، كثر التلاسن والتجاذب الشخصي بينهم، خصوصاً في تعليقات ترامب الذي اعتبر أن القيادة الأميركية «بلهاء»، مشيراً إلى أنه دفع للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون لحضور حفل زفافه. ورأى أن «وقف قطع داعش رؤوس مسيحيين، والعودة إلى القرون الوسطى، هو أهم بكثير من لهجتي وطريقة مهاجمتي المرشحين» الآخرين. وفيما كان اسم ترامب الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ووضعه المراقبون بين الفائزين في المناظرة، نجح أيضاً جون كايسيك، حاكم ولاية أوهايو حيث نُظِمت المناظرة، في تمييز نفسه، كما تمكّن السيناتور ماركو روبيو من نيل إعجاب الحاضرين. أما بوش ووالكر اللذان يحتلان المرتبتين الثانية والثالثة بعد ترامب في استطلاعات الرأي، فلم يسجلا لحظات حاسمة في المناظرة، فيما تضرّر راند بول من مواجهته حاكم نيوجيرسي كريس كريستي حول قانون «باتريوت آكت»، ولمعارضته التنصت. وكشف موقع «تويتر» أرقاماً تظهر أن ترامب - الذي تصدّر استطلاعات الرأي التي أُعِدّت أثناء المناظرة - هيمن على نحو 30 في المئة من التغريدات. وأشار إلى أن ترامب استأثر بلحظات مهمة، عندما ذكر أن هيلاري حضرت حفل زفافه لأنه تبرّع بأموال كثيرة لحملاتها ولمصلحة مؤسسة «كلينتون فاونديشن»، وكذلك إجابته عن سؤال في شأن تصريحات ازدرائية أدلى بها عن النساء سابقاً. كما لم يغلق المرشح المثير للجدل، الباب على إمكان خوضه السباق مستقلاً، في حال فشله في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري. وشكّلت هيلاري هدفاً واضحاً للمرشحين الجمهوريين، اذ اعتبر غراهام أنها «تمثّل ولاية ثالثة لرئاسة فاشلة»، فيما وصفها آخرون بأنها «غير جديرة بالثقة» و»لا تتمتع بأي رؤية» و»اشتراكية». وكانت وزيرة الخارجية السابقة وجّهت خلال المناظرة رسالة إلى مؤيديها، ورد فيها: «في هذه اللحظة يتشاجر عشرة ديبلوماسيين على شاشة التلفزيون، لمعرفة من سيكون الأفضل لإعادة بلدنا إلى وراء. لا أتابعهم ولا أحتاج إلى ذلك». إلى ذلك، أعلن الديموقراطيون أن أول مناظرة بين مرشحيهم ستُنظم في 13 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.