أنقذ المدافع جيرار بيكيه ماء وجه منتخب إسبانيا في بداية حملة الدفاع عن لقبه بطلاً لكأس أوروبا، بتسجيله هدف الفوز في مرمى التشيخ قبيل نهاية المباراة أمس (الإثنين) في مدينة تولوز ضمن منافسات المجموعة الرابعة، وجاء هدف بيكيه في الدقيقة ال87. وتتصدر إسبانيا وكرواتيا التي فازت على تركيا بهدف وحيد ترتيب المجموعة بعد الجولة الأولى برصيد ثلاث نقاط لكل منها، في حين بقيت تركيا وتشيخيا من دون رصيد، وستلعب الجولة الثانية في ال17 الجاري، وتلعب إسبانيا مع تركيا، وتشيخيا مع كرواتيا. ويسعى منتخب إسبانيا ليكون أول من يتوج بطلاً لأوروبا ثلاث مرات متتالية بعد أن تربع على العرش القاري عامي 2008 و2012، ووصل إلى المجد العالمي أيضاً بين هذين الإنجازين بإحراز لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010 على حساب هولندا بهدف لأندريس آنييستا، بينما حققت إسبانيا إنجازاً غير مسبوق قبل أربعة أعوام عندما أصبحت أول منتخب يحتفظ بلقب كأس أوروبا بعد فوزها الكبير في المباراة النهائية على إيطاليا برباعية نظيفة. ولم يتأثر المدرب المخضرم فيسنتي دل بوسكي بالتسريبات الصحافية المتعلقة بالحارس الشباب دافيد دي خيا حول تورطه في فضيحة جنسية، فحافظ على هدوئه ودعم مع اللاعبين كافة وسائر أجهزة المنتخب الحارس، وقرر الزج به أساسياً على حساب الأسطورة أيكر كاسياس، وذهبت بعض وسائل الإعلام الأوروبية قبل أيام إلى حد القول إن دي خيا سيغادر البعثة الإسبانية ويعود إلى إسبانيا، لكن حارس مانشستر يونايتد نفى هذه الادعاءات، وخلافاً لدي خيا كانت تشكيلة دل بوسكي متوقعة، إذ اعتمد على خوانفران وجيرار بيكيه وسيرخيو راموس وجوردي ألبا في الدفاع، وسيسك فابريغاس وسيرخيو بوسكيتس وأنديرس آنييستا في الوسط، لكنه اعتمد على نوليتو مهاجم سلتا فيغو كرأس حربة وخلفه مباشرة دافيد سيلفا (خاض أمس مباراته رقم 100 مع المنتخب)، وألفارو موراتا. أما مدرب تشيخيا بافل فربا، فاعتمد على تشكيلة دفاعية مع كثافة عددية في منطقة الوسط، ومهاجم واحد هو توماس نتشيد، وحاول منتخب التشيخ مفاجأة حامل اللقب في الدقائق الأولى لكن الإسبان بسطوا سيطرتهم تدريجياً على المجريات بفضل تقنيتهم العالية وتمريراتهم الدقيقة، لكن من دون تشكيل خطورة فعلية على مرمى بيتر تشيك باستثناء بعض المحاولات الخجولة، ومنها كرة من مسافة قريبة لموارتا أبعدها الحارس (13)، وكان موراتا مصدر الخطر مرة جديدة إثر تمريره من أندريس آنييستا داخل المنطقة فراوغ مدافعاً وسددها لامست القائم الأيسر لمرمى تشيك (29)، ثم تواصل المد الإسباني بهدوء، وكان آنييستا مصدر الهجمات الخطرة غير أن تشيك وقف سداً منيعاً وعرف كيف يبقي شباكه نظيفة حتى نهاية الشوط الأول بتصديه لكرتين في الدقائق الأخيرة، الأولى من تسديدة لألبا (39)، والثانية لسيلفا من مسافة قريبة (40). وبدأ المنتخب الإسباني الشوط الثاني مهاجماً، وكاد يفتتح التسجيل في الدقيقة الأولى إثر تمريرة من موراتا من الجهة اليمنى حاول المدافع رومان هوبنيك إبعادها، لكنها كادت تتحول عن طريق الخطأ إلى الشباك قبل أن ترتطم بالقائم الأيسر وتتحول إلى ركنية، تصدى على إثرها تشيك لكرة وسقط أرضاً ليأتي دور هوبنيك مجدداً لإبعاد كرة بدلاً منه بعد ثوان قليلة، وتبادل المنتخبان الفرص، فتصدى دي خيا لكرة من توماس شيفوك من داخل المنطقة إثر مناولة طويلة (57)، ورد آنييستا بكرة من خارج المنطقة بين يدي تشيك (61)، ثم أنقذ فابريغاس إسبانيا من هدف بإبعاده كرة إثر ركلة ركنية قبل اجتياز خط المرمى مباشرة (65). وشعر دل بوسكي بحرج الموقف وبتقدم لاعبي تشيخيا لتهديد مرمى دي خيا، فعمد إلى تنشيط الجانب الهجومي بإشراك اريتز ادوريز الذي تألق هذا الموسم مع أتلتيك بلباو بدلاً من موراتا الذي خف عطاؤه، ثم دفع بتياغو ألكانتارا لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني مكان فابريغاس، ونظم الإسبان صفوفهم مجدداً سعياً إلى التسجيل، وكاد سيلفا يهز الشباك في الدقيقة ال73 حين وصلته كرة من آنييستا عقب سلسلة تمريرات فسددها بيسراه من مشارف المنطقة على يمين مرمى تشيك، وبقيت الأفضلية الميدانية إسبانية من دون خطورة كبيرة، إلى أن أثمرت المحاولات هدفاً قبل ثلاث دقائق من النهاية عبر بيكيه الذي حقق مع عجز عنه المهاجمون ولاعبو الوسط حين ارتقى لمتابعة كرة من الجهة اليسرى مررها آنييستا، فيما أبطل دي خيا مفعول كرة قوية من داخل المنطقة لفلاديمير داريدا في الوقت الضائع.