انتهى اليوم الانتخابي في أفغانستان من دون هجوم كبير، حيث أدلى الأفغان بأصواتهم لاختيار خلف لحامد كرزاي، في تحدِّ لحركة طالبان التي كانت توعّدت بتخريب العملية الانتخابية. وأعلنت السلطات الانتخابية أن مكاتب الاقتراع بدأت إغلاق أبوابها عند الساعة الخامسة (12.30 بتوقيت غرينتش) حيث حضر الناخبون بأعداد كبيرة لاختيار خلفل كرزاي، من دون ان يسجل اي هجوم كبير. ولكن بعض المكاتب ستبقى مفتوحة لكي يتمكن الاشخاص الذين ينتظرون امامها في صفوف طويلة من الإدلاء باصواتهم. ومددت الانتخابات لساعة واحدة في هذه الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية بسبب التدفق الكثيف للناخبين. ولن تعرف النتائج الاولية للدورة الاولى للانتخابات قبل 24 نيسان (أبريل) كما من المرجح ان تنظم دورة ثانية في 28 ايار (مايو) شرط موافقة المرشحين الخاسرين على النتائج. واختار الناخبون من بين ثمانية مرشحين ثلاثة منهم يعتبرون الأوفر حظاً وجميعهم وزراء سابقون من حكومة كرزاي. والثلاثة هم زلماي رسول الذي يعتبر مرشح الحكومة المنتهية ولايتها وأشرف غاني رجل الاقتصاد المعروف وعبد الله عبد الله المعارض الذي حل في المرتبة الثانية في انتخابات 2009. ومر اليوم الانتخابي من دون هجمات كبيرة عكس ما هددت حركة "طالبان" التي قالت إنها "ستبلبل" الانتخابات بأي ثمن، ولن تتردد في مهاجمة مراكز الاقتراع. والهجوم الوحيد الذي وقع اليوم كان انفجاراً في مركز للاقتراع في إقليم لوجار بجنوب شرق البلاد بعد بضع ساعات من بدء التصويت، أصيب فيه أربعة ناخبين. ويأتي الهدوء النسبي الذي تميّز به اليوم الانتخابي بعد سلسلة هجمات سنها مقاتلو "طالبان" خلال الفترة السابقة للإنتخابات التي وصفوها بأنها "إنتخابات صورية تدعمها الولاياتالمتحدة". ومقابل دعوة كرزاي الناخبين الافغان الى "تحدي تهديدات حركة طالبان والادلاء بأصواتهم في الدورة الاولى من الاقتراع الرئاسي"، ذكرت تقارير أن "طالبان" دفعت الأموال للقرويين شرق البلاد مقابل تسليم بطاقات التصويت الخاصة بهم. وقبل يوم من الانتخابات، أطلق شرطي افغاني النار من رشاشه على سيارة تقل مصورة صحافية ألمانية ومراسلة كندية تعملان مع وكالة "اسوشيتدبرس" الاميركية، فقتلت الأولى وأصيبت الثانية بجروح. وكانت الصحافيتان ضمن قافلة لموظفي الانتخابات الذين ينقلون صناديق الاقتراع من مركز مدينة خوست شرق البلاد الى ضواحيها، بحماية عناصر من "الحرس الوطني" والشرطة الافغانيين. ويأمل الأفغان الذين عاشوا عقوداً طويلة من الحروب، أن تحمل الانتخابات لهم رئيساً يحقق لهم السلام والأمن والمزيد من فرص العمل.