أيام قليلة تفصل الشارع الأفعاني عن الإنتخابات الرئاسية، لكن معظم الأفغان لم يحسم امر مشاركته في الإقتراع بعد، فيما حذّر المرشحان الرئيسيان الى منصب الرئاسة، من أن التزوير سيلعب دوراً كبيراً في التصويت، ما يثير مخاوف من نزاعاتٍ مريرة قد تلي إنتخابات السبت المقبل. وذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان عبد الله عبد الله، احد المتنافسين في السباق للحلول مكان الرئيس الحالي حامد كرزاي، كرر مخاوفه من "تزوير الإقتراع". أما منافسه وزير المالية السابق أشرف غاني فأوضح أخيراً ان فريقه كان يحاول استباق هذا النوع من التزوير الذي سبق ان شهدته انتخابات العام 2009، مضيفاً انه "لن يحرم الناس من حقهم في الحكم الرشيد". وشاب الغش على نطاق واسع كل الانتخابات الأفغانية منذ سقوط "طالبان"، فيما تلوح منذ فترة طويلة احتمالات تكرار ذلك خلال انتخابات 5 نيسان (أبريل) المقبل، وحتى قبل فترة طويلة من بدء المرشحين حملاتهم الانتخابية. وفي استطلاع لمنتدى "إنتخابات حرة ونزيهة في أفغانستان"، توقع ربع المواطنين فقط ان تكون عملية التصويت نظيفة، ويتفق المنظمون والديبلوماسيون والمراقبون على أن شراء الأصوات والترهيب، مشكلات قد تتكرر هذه المرة ايضا. ويخشى كثر أن يستخدم المرشحون حجة "الرشاوى" إذا خسروا معركتهم الإنتخابية، او محاولة عرقلة العملية الإنتخابية عبر حض الناخبين على عدم التصويت أوتشويه سمعة العملية الانتخابية بأكملها. وتُعد الانتخابات الحالية في أفغانستان حاسمة، فهي الثالثة منذ سقوط "طالبان" العام 2001، لكنها الأولى التي تبشر بانتقال سلمي للسلطة في البلاد على رغم التساؤلات الكثيرة حول القدرة على تطبيق السلام الحقيقي، بعد سلسلة من الهجمات لحركة "طالبان" على أهداف سهلة في العاصمة كابول. وفي السنوات الخمس الأخيرة منذ العام 2009، تم استبعاد أكثر من مليون صوت، وأدخلت مجموعة من التدابير جعلت الغش أكثر صعوبة. ويرى البعض ان هناك إحتمالا في ان يشوب الإنتخابات ما يُفقدها صدقيتها، ولكن ليس عن طريق الغش. وجرى التبليغ عن مرشح وتغريم آخر استغلّا الموارد الحكومية في حملتهما الانتخابية، لكن لا هذه المشاكل ولا حملة العنف "الطالبانية" ضاءلت الحماسة، فبقيَ الناخبين يصطفون حتى ساعات الظلام وقبل الفجر، بهدف تأمين بطاقات التسجيل التي يحتاجون إليها للإدلاء بأصواتهم. وستعلن نسبة الأصوات في موقع التصويت وتوزيع نسخ من النتائج خارج محطة الاقتراع، وترسل إلى العاصمة كابول. وستفرز الاصوات مرتين من قبل فريقين منفصلين، وسيعاد فحص الأصوات إذا اختلفت النتائج. وحتى الآن، سجل أكثر من 22 الف مراقب من مختلف الحملات الإنتخابية للمشاركة في مراقبة التصويت في اكثر من ستة آلاف مركز إقتراع في أنحاء البلاد، فضلاً عن أكثر من 1500 مراقب مستقل. ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام بسرعة قبل يوم من التصويت. ويعتقد جميع المرشحين أن لديهم فرصة حقيقية في تبوؤ منصب "الرئيس الأفغاني المقبل".