أعلن حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، في وقت متقدم ليل السبت - الأحد مشاركته في الانتخابات النيابية المقررة في 20 أيلول (سبتمبر) المقبل، منهياً بذلك مقاطعة استمرت دورتين عامي 2010 و2013. في الوقت ذاته، أعلنت جماعة «الإخوان» تشكيل «لجنة موقتة» لإدارة عملها برئاسة النائب السابق عبدالحميد الذنيبات، بدلاً من القيادة الحالية التي يرأسها المراقب العام همام سعيد. وكان قرار المشاركة في الانتخابات متوقعاً، في ضوء اتساع الفتور السياسي بين الحزب والمؤسسة الرسمية منذ بداية «الربيع العربي» في المنطقة، ومهّدت له قيادات حزبية عبر بوابة القبول المبدئي بقانون الانتخاب الذي ترك نظام الصوت الواحد. وأعرب الحزب مرات عن رغبته في كسر المقاطعة للانتخابات، بعد تشكيك لسنوات في نزاهتها. وأكدت قيادة الحزب في مؤتمر صحافي عُقِد أمس في مقره في العبدلي، وسط عمان، حرصها على المشاركة في الانتخابات نظراً إلى الأزمة التي تمر بها المنطقة، نافية أن يكون القرار بموجب «تسوية» سياسية مع المؤسسة الرسمية في الأردن. وقال الأمين العام للحزب محمد الزيود خلال المؤتمر: «ليست لدينا أي تسوية. نعمل في الهواء الطلق». وذكر أن الحزب استند إلى موافقة 76 في المئة من كوادره وقواعده، إلى جانب موافقة 81 في المئة من عيّنة وطنية شملها استفتاء ضم شخصيات بارزة في البلد. وكشف الناطق الإعلامي باسم الحزب مراد العضايلة أن جماعة «الإخوان» التي تصفها الحكومة الأردنية بأنها غير قانونية، كانت بين الجهات التي شملتها المشاورات قبل قرار التخلي عن مقاطعة الانتخابات. ولم تُخفِ قيادة الحزب موقفها المتشدّد من رفض أي تدخُّل محتمل في الاقتراع، تاركةً الباب مفتوحاً أمام الانسحاب أو إعادة النظر في حجم المشاركة، في حال رصد أي تجاوزات قانونية في العملية الانتخابية. وكان البرلمان الأردني أقر في آذار (مارس) الماضي قانون انتخاب جديداً، تخلى عن نظام الصوت الواحد ضمن الدوائر الانتخابية الضيقة، واعتمد نظاماً يضمن للناخب الصوت المتعدد للقائمة النسبية المفتوحة، على مستوى حدود الدائرة. وفي فترات متباينة، علّلت الحركة الإسلامية مشاركتها في مجالس نيابية أنتجها القانون السابق، بمبررات التدخُّل المباشر للعاهل الأردني الراحل الملك حسين الذي طلب من الحركة المشاركة في انتخابات عام 1993، بعد تجميد الحياة النيابية بين عامي 2000- 2003، وب «التفاهمات» مع رئيس الوزراء السابق معروف البخيت التي أدت إلى خوض الحركة الانتخابات عام 2007، عندما حصدت فيها ستة مقاعد فقط.